الدعاء بعد ختم القرآن الكريم له مكانته الخاصة في الإسلام، ولكن يجب التأكد مما إذا كانت هناك أحاديث نبوية صحيحة بهذا الشأن. وفقًا لما ذكره الفقهاء والشيوخ مثل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله، فإن الدعاء بعد ختم القرآن سواء داخل الصلاة أو خارجه له حكم خاص.
فيما يتعلق بالدعاء بعد ختم القرآن أثناء الصلاة، لم يتم توثيق أي حديث صحيح عن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم يشجع على ادخال دعاء خاص بعد الختم ضمن شعائر الصلاة. أما بالنسبة للدعاء خارج الصلاة، فهو أمر ثابت عن صحابي جليل وهو أنس بن مالك رضي الله عنه. حيث كان يصلي ويجمع أقاربه لأداء دعاء معين عقب ختم المصحف. وهذا العمل تبناه العديد من التابعين أيضًا. ومع ذلك، لم يكن هذا الدعية جزءًا أصيلاً من تعليمات النبي صلى الله عليه وسلم.
ومن الجدير بالذكر أن كبار علماء الحديث والعقيدة، بما في هم النووي وابن كثير والقرطبي والسيوطي وغيرهم الكثير ممن تناولوا دراسة الزيادة والإدراج في كتاب الله العزيز، لم يجدوا أي دليل قطعي يدعم إضافة دعاء محدد بعد ختم القرآن خلال الصلاة. وبالتالي فإن أفضل نهج يمكن اتباعه هنا هو التركيز على أهمية الأدعية المعروفة جيداً والتي تدخل ضمن عبادة المسلمين اليومية. ومن الأمثلة الجيدة على هذه الأدعية دعاء الانتهاء من الفريضة ودعاء الاستفتاح الذي يقول "سبحانك اللهم وبحمدك".
وفي النهاية، يستحق العلم بأن الأحاديث الصحيحة حول أدعية خاصة مرتبطة بكامل تلاوة القرأن ليست موجودة بشكل واضح. لذا، تبقى الطريقة الأكثر سلامة هي الاحتفاظ بالأعمال التقليدية والمعروفة التي تؤديها المجتمع المسلم منذ قرون عديدة.
