تعتبر الطهارة شرطًا أساسيًا لصحة الصلاة في الإسلام، سواء كانت تلك الطهارة من الحدث الأكبر أو الأصغر. لذلك، يؤكد الفقهاء على حرمة أداء الصلاة بدون الوضوء الملائم. عندما يقوم شخص بتلك الخطيئة متعمّدًا أو ناسياً، تصبح صلاته باطلة ويعرض نفسه لعواقب خطيرة. كما ورد في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي رواه عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، حيث يتم تخويف المرء عبر قصة عبده الذي ضرب مئات الضربات بسبب صلاته بدون طهر. هذا الحديث يدل على فداحة هذه المخالفة.
على الرغم من ذلك، هناك تفاصيل مهمّة ينبغي معرفتها حول هذه المسألة. أولها، أن مجرد قول بعض الأشخاص بأنّ من يصلي بدون وضوء قد يترك دينه ليست دائماً موقفًا صحيحًا شرعياً. فقط الذين يصلون بدون تطهر وهم مدركين لأهمية الطهارة وملتزمين بها هم المعنيون بهذا الأمر بحسب الكثير من العلماء. أما بالنسبة للأخطاء الناشئة عن الغفلة أو التجاهل البريء، فهي تعتبر من الكبائر ولكن لا تؤدي إلى الخروج من الدين بشكل مطلق.
في النهاية، إن الشخص الذي قام بصلاة بغير وضوء يجب عليه التقدم للتوبة الفورية والإقرار بالأخطاء. ليس هنالك حاجة لإعادة إعلان الإسلام لأن اعتقاد الشخص بالإيمان يبقى ثابتاً بغض النظر عن الخطايا الفردية. بدلاً من ذلك، من المهم إعادة الأدعية والصلوات التي تم أدائها سابقاً بطريقة خاطئة والتأكيد على عدم تكرار نفس الفعل مرة أخرى.
وبهذه الطريقة، يمكن للمؤمن تحقيق السلام الداخلي والعودة لحالة الروحية الطبيعية ضمن النظام الديني للإسلام.