في الإسلام، يُعتبر الخال محرماً بالنسبة لكل بناته وبنات أحفاده، وذلك بناءً على الآيات القرآنية التي تحرم الزواج بين الأقارب مثل "حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالاتُكُمْ". لذلك، ليس هناك حرج من زيارة الخال لبنت أخته وزيارته لها بشكل انفرادي طالما لا يوجد سبب للريبة، سواء كانت هذه الزيارات خلال تواجد زوجها بالمنزل أو أثناء سفره.
ومع ذلك، يجب التأكد من سلامة نوايا الخال. إذا كان معروفاً بتصرفاته الفاسقة وغير المستقيمة، فقد يكون هناك خطر محتمل فيما يتعلق برؤية ابنة أخته بمفردها. وفي هذه الحالة، ينصح بالتقيّد بالحفاظ على حدود الأدب واحترام حرمة بيت الغير.
بالنسبة لتحديد طبيعة العلاقة بين الرجل وبنت أخته وتوجيه اللبس حول اعتبار الخال "محرم"، يشرح علماء الدين وجهتي نظر مختلفتين: الأولى تنادي بأن العلاقة تشبه تلك الموجودة بين الوالدين، مما يعني أنه يمكن لحاضنة الأم رؤية محارمها بدون ستر؛ والثانية تقترح الاكتفاء بوصف هؤلاء الرجال بـ"غير المحارم" ما داموا لا يؤثرون على الأحكام المتعلقة بحفظ الكبرياء والعفة. وكلاً من هاتين الطريقتين مبنية على أساس صحيح ويستند إليها جمهورٌ كبير من الفقهاء المعاصرين.
ويؤيده أيضاً حديث الرسول محمد صلى الله عليه وسلم الذي ورد في كتابي البخاري ومسلم حيث سماحه بعامة بوصول أحد أقارب زوجته ممن ليست تربتهم على رضاعة ولكن ارتباطهم قرابة الدم فقط كالعمة والخالة والاستثناء هنا للأقرب منهم كالعم والحمل بالنفس والذي يعدّ خبرياً أبًا وليس عمّا. وهذا دليل اضافي لصالح رأي الغالبية حين أجازوه بخلوة نسابه الخاطبات وانكشاف ظاهرهن لهم بغرض البحث عن مناسيب مناسبة للإرتباط وفق سنة رسولنا الكريم ﷺ. لذلك يستحب تجنب أي توضيحات قد تؤدي لشكوك داخل المجتمع المسلم بشأن حقوق المحارمين الخاصة بالمظهر الخارجي للجسد لدى الأنثى والتي تعتبر خصوصيتها مقدسة عند رجال العالم الاسلامي.