في شهر الرحمة والمغفرة، حيث يعظم المسلمون أعمال الخير ويتجنبون المعاصي، يطرح الكثيرون أسئلة حول بعض الأمور اليومية والتي قد تتسبب في الإثم والتلاعب بصحة الصيام الدينية. أحد هذه المواضيع المثيرة للجدل هو حضور الحمامات العامة خلال فترة النهار خلال رمضان، خاصةً عندما تكون هناك احتمالية للمعاصي مثل التعري أمام الغرباء والكشف الأعراض.
الحكم الشرعي:
التوجه نحو حمامات عامة مليئة بالمعاصي -كالتعري الكامل ونظر الآخرين لأجسام الآخرين- يعد خطوة خطرة وصعبة الاتجاه خلال الشهر الفضيل. الفكرة الرئيسية هنا هي فهم أن الصيام ليس مجرد امتناع عن تناول الطعام والشراب وممارسة العلاقات الحميمة؛ إنها أيضًا مسعى لمنعه النفس من ارتكاب المحرمات والبقاء بعيدا عن المنكرات. كما ورد في الحديث القدسي الذي رواه أبو هريرة رضوان الله عليه: "من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه" (رواه البخاري).
كما أكد الصحابي عمر بن الخطاب رضي الله عنه بأن الصيام يشمل عدم شرب الطعام فقط وإنما أيضا الامتناع عن الكذب والإفساد وغير ذلك من المخالفات الأخلاقية والقانونية. بينما أوضح جابر بن عبدالله الأنصاري رضوان الله عليه أنه يجب حفظ الأسماع والأبصار أما الكلام الزائف والمعاصي الأخرى عند الصوم، وعدم جعل أيام الصوم والفطر متشابهتين من ناحية التصرفات والسلوكيات.
الأسباب القانونية لهذا التحريم:
لقد فرض الإسلام رقابة صارمة على حماية العورات والحفاظ عليها نظراً لأن رؤية أعضاء الإنسان الخاصة قد تؤدي إلى تحريض الشهوات وغرس الفتن. وقد شددت الآيات القرآنية الكريم مثل قوله عز وجل:"والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين"[الآية الخامسة والعشرين والثانية والعشرون] وكذلك الأمر يتعلق بإرشادات سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فيما يلي:-
- "احفظ عورتك إلا من زوجتك أو أملاكك" وفق حديث ومعاوية بن حيدة القشيري رضي الله عنه
- "إذا استطعت ألا يراها أحد فلا تفعل"، مستندا للحكمة في الاستتار قدر المستطاع حسب نفس المصدر السابق
--"ولا ينظر الرجل لعورة الرجل ولا المرأة لعورة المرأة". شرحا للأحاديث المتبادلة بين رسول الله صلى الله عليه وسلم ورواية أبي سعيد الخدري رضي الله عنه .
هذه التعليمات واضحة جدا بشأن ضرورة تجنب النظر إلى مناطق جسم الشخص الخاص بمفردة، بما يتضمن الرجال تجاه الرجال والنساء كذلك.
وبالتالي، إن مشاركة النساء والرجال لحفلات تدليك داخل بيئة تجمع مختلفة جنسيا ليست محاولة صحية للترفيه ولكنها طريقة مشكوك بها للغاية تشجع السياقات الاجتماعية لهذه المنكرات. فهي خارج حدود العلاج التقليدي الطبي المعتدل وهي ليست موجهة لتحسين الصحة العامة بالأحرى تعتبر نوعا مما يسميه الفقهاء "استمتاع مؤقت" وهو ما نهانا عنه ديننا الحنيف خوفا من الوقوع في مواطن الشبهات والخلوة التي قد تقود إلي المزيد من الشهوات المباحدة وزيادة الاحتقان الجنسي لدى المشتركين المتحرقين لرؤية أجساد الآخرين بشكل علني وفي ظل وجود شهود!
وفي النهاية، دعونا نتذكر جميعا بأن هدف الصيام هو تطهير الروح وتعزيز ضبط النفس وتحقيق إيمان أكبر بالقيم الإسلامية المقدسة عبر حرمان الجسم وإبعاده عن الملذات الإنسانية المادية والروحية بدافع احترام رضا رب العالمين سبحانه وتعالى واتباع تعليماته النبوية المطهرة.