في سياق الحديث حول أحكام صيام رمضان والفدية، فإن المسكين الذي يتم إطعامه ضمن فكرة "فدية الطعام"، وفقا لما ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية، لا يشترط فيه التكليف والكمال العقلي. وهذا يعني أنه يمكن إطعام الأطفال الصغار والكبار أيضا ممن لا يستطيعون فهم عملية الصيام.
بالانتقال إلى سؤالك حول توسيع نطاق هذه العملية لتشمل أفراد الأسرة المقربين، مثل الزوجات والأطفال في حالة كون الشخص مسكينا، فإن الإجابة واضحة ومباشرة بناءً على أدلة متعددة. إن أبناء المسكين وزوجه وغيرهم ممن يحتاجون لرعاية هذا الفرد المسكين ولكن ليس لديهم مصدر رزق آخر، يعتبرون جزءا من دائرة الاستحقاق لهذه الكفارة. وبالتالي، عندما يقوم الشخص بتقديم فدية الصيام، فعليه التأكد من أن تلك الفدية تكفي لإشباع احتياجات هؤلاء الأفراد جميعا.
وفي حين أنه لم يُذكر تحديد كميات محددة لفِدية الطعام بشكل مستقل في النصوص المقدسة الإسلامية، إلا أن هناك العديد من الروايات التي توفر دلائل بشأن ما اعتبره الصحابة رضوان الله عليهم مناسبا. منهم أنس بن مالك رضي الله عنه، الذي ذكر أنه عندما أصبح كبيرا وضعيف الصحة ولم يعد قادرًا على مواصلة الصيام خلال شهر رمضان المبارك، كان يفطر ثم يؤدي فريضة بإطعام شخص فقير كل يوم بمقدار كافي من الخبز واللحم. وقد تم اعتماد هذا النهج باعتباره المعيار المعتمد للحسم.
ختاما، تعتبر هذه الفتوى نتيجة تفكير معمق وتجميع للأدلة الشرعية المتعلقة بخصوص الموضوع. وعلى الرغم مما سبق ذكره هنا، فإنه دائمًا من المستحسن الرجوع واستشارة عالم دين مؤهل قبل اتخاذ القرار النهائي فيما يتعلق بالأمور القانونية الدينية المعقدة.