في شهر الرحمة والمغفرة، يتزايد حرص المسلمين على الأعمال الصالحة والاستعداد ليوم القيامة. عندما يأتي سؤالٌ عن الأفضل، الزكاة بالمال أم إطعام الفقراء؟ فإن الجواب واضح ومفصل.
وفقاً للشريعة الإسلامية، الزكاة المفروضة هي عبادة ذات توقيت محدد، وهي مربوطة بالحول الهجري. بمضي عام هجري واحد منذ امتلاك الأصل المستحق الزكاة، تصبح هذه العبادة واجبة ويجب دفعها فورًا، باستثناء ما يحمل الشخص من عذر مشروع. يقول ابن قدامة رحمه الله: "وتجب الزكاة على الفور".
لكن السؤال غالبًا يدور حول زكاة التطوع وليس المفروضة فقط. هنا تكثر الفرصة للإبداع والتبرع بما تجود به النفس. وفي رمضان تحديدًا، تتضاعف الحسنات ويتضاعف الأجر. فكان رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم أجود الخلق، وأجود عملاً في هذا الشهر المبارك حيث يلتقي بجبرئيل كل ليلة لتدارسه القرآن الكريم وفق الحديث الصحيح الذي رواه البخاري ومسلم.
إطعام الطعام أيضًا طريق لرضا الرحمن كما جاء في كتاب العزيز حيث وصف المؤمنون بأنهم 'يُطعِمون الطعام على حبّه'. وهذا العمل يحتوي عدداً غير محدود من العبادات الأخرى؛ بدءاً بتيسير الراحة النفسية وتحقيق المحبة بين البشر وانتهاء بالإحسان للاحتفاء بالفقراء والمعوزين مما يؤهل لصفح يوم الدين حسب وعد الحق. وقد حثنا الرسول الكريم أيضاً على اتباع سبيل إطعام الأخلاء قائلاً: 'من فطر صائماً كان له مثل أجره'.
وفي نهاية المطاف، لكل عمل صالح ثقل وزنه الخاص عند الرب عز وجل. لذلك، دعونا نسعى لتحقيق التوازن بين هاتين الممارستين الدينية المهمتين ونحن ندخل بوابة مغفرة رمضان.