في الإسلام، تعتبر قراءة القرآن الكريم إحدى أعظم الطاعات وأفضل الأعمال. ومع ذلك، يجب القيام بذلك بطريقة سليمة وفقًا لما أمر به الله سبحانه وتعالى. عندما نتحدث عن قراءة القرآن بعربية فصحى، فنحن لا نشير فقط إلى القدرة اللغوية ولكن أيضًا إلى الحافظ على هويته الأصلية. لذا، ليس جائزا تغيير الأحرف بناءً على لهجة محلية حتى لو كانت تلك المنطقة لها خصوصيات لغوية مختلفة.
الدليل على هذا موجود في آيتين كريمتين: "وإنّه لتنزيل رب العالمين * نزل به الروح الأمين * على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين." (الشعراء: ١٩٢-١٩٤). وفي أخرى تقول: "إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون". (يوسف: ٢). كلتا الآيتين تؤكد ضرورة التمسك بالنطق بالعربية والفصحى عند تلاوة الكلمات المقدسة.
بالنسبة للأفراد الذين يعانون من صعوبات في نطق بعض الأحرف العربية لأنها ليست موجودة بلغتهم الأصلية، مثل الثاء أو الذال، فإن الأمر مختلف قليلاً. هؤلاء يستحقون الرحمة والتفهم بشرط اتخاذ خطوات نحو التعليم والتكيف. ليس عليهم تحمل المسؤولية بسبب محدودية معرفتهم بينما يبقى واجبهم هو مواصلة العمل للتخلص من هذه الصعوبة. وعلى المجتمع المساعدة والدعم لهم بدلاً من التقليد السلبي لهذه الصعوبات. وقد أكدت السنة النبوية الشريفة على الخيانة التي يمكن اعتبارها إذا غيّر المرء قصدًا مخارج ألفاظ كتاب الله عز وجل لصعوبة لديه فيها رغم امكانية تحسين مهارته الصوتية بالأخذ بيده في التدريب والإرشاد.
ومن الجدير بالذكر هنا أنه بإمكان أي شخص اكتساب مهارات القراءة الصحيحة للقرآن الكريم حيث جعل الله طريق الوصول إليه سهلة ويسيرة سواء للمبتدئين أو المتقدمين مما يشجع الجميع وبشكل خاص أولئك الذين لديهم تحديات خاصة حول الإلمام بشكل كامل بتعاليم دينهم وممارسته بصورتها المثلى حسبما طلب منها. لذلك، يجب تشجيع جميع الأفراد بغض النظر عن خلفياتهم الثقافية المختلفة لتحقيق مستوى متكامل للقراءة والتلقي لهذا الكتاب العزيز وهو أمر ممكن بالتأكيد عبر الاستفادة من موارد التعليم المتاحة حالياً والتي تساهم في تطوير القدرات الشخصية والموهبة الطبيعية لدى الإنسان الإنسانية عموما.
