نوصيك أولاً بالدعاء إلى الله سبحانه وتعالى بأن يعافيك من هذه المحنة. بالنسبة لسؤالك حول صعوبات الوضوء والصلاة بسبب حالتك الصحية الخاصة بشفتيك، إليك التوجيه الشرعي الواضح والمختصر:

إذا كنت تعاني من تشقق وشدة في شفاهك عندما تتلامس مع الماء مما يسبب لك ألماً أو ضرراً، فلا داعي للقلق! يمكنك اتباع الخطوات التالية التي تأخذ بعين الاعتبار راحتك واحترام متطلبات الطهارة الدينية:

1. **استمر في غسل الوجه**: بغض النظر عن مدى سهولته، حاول قدر الإمكان أن تقوم بغسل الجزء المتاح من وجهك أثناء الوضوء.

2. **التيمم كبديل**: بالنسبة للشفة التي تضررت أو تلك القريبة منها والتي يصعب الوصول إليها لغسلها بشكل كامل، ينصح بالسماح لها بالجفاف وتطبيق حكم التيمم عليها. وهذا يعني استخدام شيء نظيف وجاف مثل قطعة من الكتان أو القطيفة لتغطية المنطقة المصابة وضربها برفق لتحويل الاتربة إليها. ويمكن القيام بذلك سواء قبل الوضوء أو بعده.

3. **جمع بين الغسل والوضوء**: طالما تستطيع غسل بعض أجزاء جسمك وفمك، فعليك فعل ذلك أولًا وقبل تطبيق التيمم للمناطق الأخرى المعرضة للأذى. أما بالنسبة للغسل (مثل الاغتسال بعد الحيض أو النفاس)، فهو مشابه للحكم السابق، حيث تتم عملية الغسل لأقصى حد ممكن بينما يتم التيمم للمنطقة المصابة. وقد صنّف العلماء حالات كهذه إلى أربعة أقسام بناءً على شدتها وحاجة الشخص للتداوي فيها.

ومن المهم التأكيد على أن عدم أداء الوضوء أو الاغتسال تمامًا ليس خيارًا صالحًا؛ إذ يجب تحقيق توازن بين تحقيق الطهارة والحفاظ على سلامتك الصحية أيضًا. وكما ورد في قول النبي صلى الله عليه وسلم: "في سبيل الله حقٌّ، وفي نفسك حقٌّ".

وفي النهاية، دعونا ندعو لك بالشفاء والعافية وأن ترتاح نفوسكم وأجسادكم خلال عبادة الله عز وجل.