في مسألة بناء المنازل، قد يثار تساؤل حول موقع المراحيض بالنسبة لاتجاه القبلة أثناء استخدامها لقضاء الحاجة. وفقًا للعلماء المسلمين، هناك خلاف حول هذه المسألة. يشدد بعض الفقهاء مثل الإمام مالك والشافعي وأحمد -رضوان الله عليهم جميعًا- على أنه لا ينبغي للمسلم أن يستقبل أو يستدبر القبلة (اتجاه مكة المكرمة) فقط عندما يكون في مكان مفتوح بدون ستائر أمام القبلة. ومع ذلك، فإن هؤلاء نفس العلماء يسمحون باستقبال القبلة والاستدبار لها داخل البيوت المحمية حيث يوجد حاجز أو ساتر بين الشخص والقِبلة سواء كان متوجهاً للقِبلة أثناء الاستخدام أو معرضاً له.
ومن جهة أخرى، يرى فقهاء آخرون كالإمام أبي حنيفة -رحمه الله- والإمام شيخ الإسلام ابن تيمية -قدّس الله روحه- أنه محظور تماماً استقبال أو استدبار القِبلة بغض النظر عن كون المرء خارجاً في منطقة مكشوفة أو داخلاً مبنى، وذلك بسبب الحديث النبوي الذي نُقل عن الرسول محمد ﷺ "إذا جلست أحدكما لحاجته فلا يستقبل القبلة ولا يستدبرها". كما تؤكد الروايات الأخرى التي تشهد لابن عمر رضى الله عنه انه شاهد رسول الله صلي الله عليه وسلم يؤدي واجباته الصحية باتباع الاتجاه المقابل للقبلة وليس استدباره لها.
وفي حالة بنائك الحالي، إذا تواجد احتمال لاستقبال او استدبار القِبله بشكل مباشر اثناء قضاء احتياجاتك الشخصية ضمن هذا المنزل الجديد, فان الاحوط بك هنا هو عدم توجيه تلك المنطقة لتلك الجهة طمعاً بتجنب المخالفة المحتملة لأحد الآراء المتعارضة فيما يتعلق بهذا الأمر. وهذا النهج سيضمن الالتزام بالسنة النبوية وتجنباً للتناقضات القانونية المرتبطة بالحالة المختلفة للأشخاص الذين قاموا ببناء حماماتهم مما أدى إلي جعلها قريبة جداً من الاتجاهات المقدسة لهذه المدينة الطاهرة وهي وجهتهم الرئيسية خلال العبادات كالركوع والسجود وقراءة القرآن وغيرها الكثير مما تتطلب تقديس المكان والتوجه نحوه بفطرة قلبية نقية وخالية من اي نوع من أنواع الانحراف العقائدية والمذهبية المختلفة.
وقد أكدت لجنة موحدة من الفقهاء المعاصرين مؤخرًا بأن الأحكام الإسلامية تدعم الرأي الأخير والذي يكرس وجوب التحري قدر الطاقة لتقليل احتمالية الوقوف بالمكان الخطأ المهدر للأعمال الخاصة بقضاء الحوائج العامة خاصة إن كنت تعالج مشروع جديد لم يتم الانتهاء منه بعد ويمكن إعادة تصميمة بما يتماشى أكثر مع التعاليم الدينية الواجب اتباعها وصيانته عليها وعلى حرمتها لكل مسلم ومسيء كذلك. لذلك فالاحوط ترك مجالا للحلول البديلة المؤقتة حتى حين عمل هندسات جديدة تضمن سلامتك وانتماءك للعهد الرباني والأصول المحلية المشتركة وحفظ الأعراض والعادات الاجتماعية المنتشرة عالميًا وعند بعض مناطق العالم الاسلامي تحديدًا .