في الإسلام، يُعد عمل المرأة داخل منزلها جزءًا مهمًا ورئيسيًا في بناء المجتمع وصيانة الأسرة. فهي تلعب دورًا حيويًا في التربية والتوجيه الروحي لأطفالها وتقديم الدعم لزوجها. ومع ذلك، كما هو الحال مع جميع الأعمال الخيرية، لا يتم مكافأة هذه الخدمات إلا إذا تم تقديمها بإخلاص ونية صادقة تجاه الله عز وجل.
وفقاً للسنة النبوية الشريفة، فإن كل عمل يقوم به الإنسان يجب أن يكون مصحوباً بالنوايا الصافية. هذا يعني أنه حتى أبسط الأمور مثل إعداد الطعام أو العناية بالأطفال أو إدارة المنزل يمكن اعتبارها "صدقات" عندما تكون نوايانا خالصة لإرضاء الرب سبحانه وتعالى.
مثال واضح على ذلك حديث الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم حيث يقول: "إن المسلم إذا أنفق على أهله نفقة يحتسبها كانت له صدقة". هنا يشجعنا الحديث على الاعتراف بأن إنفاق الزوج على أسرته ليس فقط مسؤولية ولكنه أيضًا فرصة للحصول على ثواب كبير من الله. ولكن هذا الثواب محدود بشرط وجود نيّة صافية وإرادة الخبرة بطاعة الله.
بالإضافة إلى ذلك، هناك العديد من الأدلة الأخرى التي تشدد على أهمية النوايا الصالحة في مختلف الظروف. مثلاً، فإن مجرد وضع لقيمة طعام في فم الزوجة تعتبر كذلك صدقة عندما تتم بهدف الاستحقاق والثناء الإلهيين وليس بسبب الملذات الشخصية.
لذا، بدلاً من النظر إلى واجبات البيت كأعمال روتينية رتيبة، يجب على النساء المسلمات التعامل معهن كفرص لتأسيس حياة إيمانية متوازنة. بتوجيه قلوبهن نحو محبة الله واتباع رسوله صلى الله عليه وسلم، يمكنهن جعل حياتهن العملية يومياً مصدرًا للتقدم الروحي والعطاء غير المشروط داخل مجتمعاتها وعائلاتها الصغيرة والكبيرة.