في حال قام الرجل بطلاق زوجته ثلاث مرات خلال جدال مع والديه، حيث ادعى لاحقاً بأنه كان تحت تأثير غضب شديد ولم يكن مدركا لما فعله، فإن حكم هذه الحالة يتم تحديده بناءً على درجة غضبه. إذا كان الغضب الذي شعر به ليس مؤثراً كثيرا على إرادته وقدرته على الاختيار، فالطلاق يكون صالحا ومزمنا. أما إن وصل الأمر حد فقدانه السيطرة الكاملة واستسلامه للغضب، مما جعله غير قادر على فهم ما يقول أو الشعور بما يحدث، فيكون هذا الطلاق باطلاً ويعتبر كالإنسان المجنون. وهذا مستند إلى الآيات القرآنية التي تشدد على تقسيمات الطلاق وتوضح الأحكام المرتبطة بكل حالة.
ومن الجدير بالذكر هنا أن قبول الطلاق لا يتطلب سماع الزوجة لها بشكل مباشر؛ إذ يكفي صدور اللفظ أو الكتابة أمامها أو خلف ظهرها لتأكيد الوقوع الفعلي للطلاق. والغرض الرئيسي لهذه الفتوى هو تقديم توضيح واضح وشامل لحالة قد تتضمن تعقيدات قانونية ودينية، مع التأكيد على أهمية احترام حدود الله وتعليماته الواردة في القرآن الكريم.