الحمد لله رب العالمين، ونحمد الله على نعمته التي لا تعد ولا تحصى، وعلى فرصة التوبة النصوح التي أغدقها علينا سبحانه وتعالى. إليك يا من قد ضللت طريق الاستقامة لعله لحظة ضعف أو انقياد لإغراءات الدنيا المؤقتة، وليس هنالك مذنب بلا ذنب ولا طاهر من الآثام سوى الله جل وعلا.
قد أثقلت قلبك مشاعر الذنب بسبب واقعة محزنة حيث تبادلتم القبلات المكثفة مع زوجتك داخل السيارة أمام الآخرين بما فيه رجل كان شاهدا عليها. إن شعورك بالحزن والأسى دليل صلاح وصحة إيمانكما؛ إذ يؤسف لكل مسلم حقا ومعرفة شرعه أن يخالف نهج الحق والخير.
فعلا، أنت وضعت نفسك في دائرة المحرم البيّن، ولكنه ليس كما تصورت شيئا بسيطا يمكن تجاهله بعبارة "الزنى". لا تعتبر قبيل زوجتك عند الناس ظلما لشريكك فقط، بل أيضا انتهاكا لحرمة خلق الله وانغماسا فيما حرمه الإسلام من الكشف والنظر اللائي لا يجوز مثلهما إلا للحميمين شرعا.
ومهما كانت الظروف والمقدمات -حتى لو اعتبرت زوجتك مدبرة تلك الواقعة- فذلك لا يلغي مسؤوليتك الأخلاقية والإسلامية عن التصرف بحرص والحفاظ على حدود الدين والمعاشرة الحميدة خارج مجال الأعين الباحثة عن فساد المجتمع وفقدان العفة والقناعة الصافية. إنها ليست علامة سوء تربيتها كما توحي، بل حالة بشرية تحتاج لتذكير مستديم بالتزاميات ديننا العزيز واحتشام المسلمات والأولياء.
عن عقوبة خطيتك أقول: ليس فيها كفارة جزائية بالنظر للشريعة الإسلامية، بل شرطان أساسيان للتطهير الروحي هما: الصدق في النية والتغيير نحو الأحسن وعدم العودة لهذا المنكر مجدداً. وفي المقابل تؤدي مثل هذه الأقوال والأفعال إلى فتح أبواب الفتنة والشبهة وهو ما ندينه بكل قوة وثبات.
أخي الكريم، يوم القيامة لن يتم محاسبتك على مواقف كهذه أمام والديك تحديدا، ولذا استشعر اليوم قدر الرحمة الإلهية وقاطعا للسلوك الخاطئ الآن قبل فوات الوقت واستعد ليوم الحساب ببناء حياة قائمة على التقوى والاستقامة. تذكر دوما قول الرسول المصطفى ﷺ:"كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون"، فدونكي سنة الهواء الطلق الطاهرة المتجددة عبر الباب المفتوح دومًا أمام التائب الراغب في المغفرة الربانية المجانية لكل خلقه: " قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً..." [الزمر:٥٣].
بالخلاصة، اتخذ قراره جريء بالإصلاح فورا واتبع النهج المستقيم وارفع للأعلى شعار العدالة الذاتية والكرامة الشخصية بتوفير بيئة آمنة للعائلة والسكن تطابق مستوى السلام الداخلي والاستقرار النفسي المرغوب فيه بموجب بيان القرآن الكريم الكريم المطهر للقلوب المشتاقة للإرشاد والإرشاد الرباني الثابت الثابت الذي لا يتزعزع مهما تكن شدائد الحياة ومحنها.