تحاول بعض المسلمين تعزيز تقواه وتعظيم الشعائر الدينية عبر وضع نظام شخصي للاستغفار والصلاة على الرسول محمد صلى الله عليه وسلم عند حدوث أي تناسي أو خطأ ديني. هذا النظام قد يشمل زيادة هذه الأعمال بناءً على حجم المخالفة المتصورة، مثل تصحيح سهو صغير بثلاث مرات واستغلال أكبر بتسع عشرة مرة. ولكن هل يُعتبر ذلك ممارسة شرعية؟
وفقاً للسنة النبوية، هناك العديد من الأمثلة التاريخية التي تشير إلى أن بعض الصحابة والسلف رضوان الله عليهم كانوا يقومون بأنظمة مشابهة لتقوية إيمانهم وتحقيق الشكر لله سبحانه وتعالى. وفي حين أنها ليست عملية ملزمة دينياً، إلا أنها تعتبر ضمن حدود الحرية الشخصية في العبادات طالما أنها لا تتضمن التعذيب الجسدي أو تحمل فوق القدرة البشرية الطبيعية.
على سبيل المثال، عندما شعر عمر بن الخطاب رضي الله عنه بالتردد بشأن أحد قراراته السياسية خلال فترة حياة الرسول الكريم، قرر تعويض ذلك بالإكثار من الصدقات والعبادات الأخرى اعترافاً بخطئه المحتمل. وكذلك كانت حالة المرأة المؤمنة التي نذرت نفسها بأن لا تجري حديثاً مع عبد الله بن الزبير قبل ان تنفي بذلك وضوءها الواجب نتيجة للموافقة تحت تأثير الضغط العاطفي. بالإضافة لذلك, ثبت لدى البعض اتخاذ إجراءات استرضائية بشكل مؤقت عقب التفريط في أداء واجبات دينية معينة.
مع ذلك، فإن تثبيت نمط ثابت لهذا النوع من التصرفات ليس مدعاة للتأكيد؛ حيث قد يؤدي غالب الأحيان لحمل الذات على المزيد بما يفوق الطاقة البشرية المعتادة ويستهلك وقتا وجهدا يمكن توجيههما نحو أمور أكثر أهمية وحاجة للإصلاح والتنمية الروحية والعقلانية العملية أيضا.
لذلك، يجب التأكيد هنا على أن أفضل النهج يتمثل أساسا فى الامتداد المستمر لإنتاج أعمال الخير والتضرعات والدعوات نحو الرحمة الربانية بدون ارتباط خاص بأفعال بعينها. ومن الجدير ذكره أيضاً أن الزيادة الكمية لهذه العقائد والقيم تزداد أثرا وقيمة بإذن الله بغض النظر سواء جاءت كنتائج لفرائض مكتسبة او متروكة -حتى ولو لم تكن مشروطة-. إنها وسيلة عظيمة لتحسين الحالة الداخلية والشخصيات الإنسانية والتي تستحق الاحترام والثناء مهما بلغ مقدارها الصغير نسبيا بالمقاييس الخارجية الظاهرة للحياة اليومية المعاصرة .