ولد دينزل هايز واشنطن يوم ٢٨ ديسمبر ١٩٥٨ في مدينة نيويورك الأمريكية. وعلى الرغم من دخوله إلى جامعة فوردهام للدراسات الصحفية إلا أنه سرعان ما وجد طريقه نحو الفن المسرحي بعد مشاركته الناجحة في إنتاج دراما طالبية. التحق فيما بعد بمسرح المعهد الأمريكي في سان فرانسيسكو، مما شكل نقطة انطلاق لمسيرته الفنية.
بدأت مشواره الاحترافي بشكل رسمي عند تخرجه مباشرة من المسرح، حيث ظهر لأول مرة كـ "ماتياس دا سوزا" في مسرحية "أجنحة الصباح" التي عرضت في ولاية ماريلاند عام ١980 . وبعد ذلك بثلاثة سنوات فقط، حقّق واشنطن تقدماً ملحوظاً بدخوله عالم السينما بإنتاج فيلم "Carbon Copy"، والذي شاركه فيه النجم الكبير جورج سيغال. ولكن شهرته الحقيقة جاءت من خلال مسلسل "St Elsewhere"، حيث برز بصورة مميزة وأداء متميِّز لشخصية "الدكتور فيليب تشاندلر".
لكن اللقب الذهبي الحقيقي لم يكن إلا بفتحه الباب أمام العالمية بحصوله على جائزة الأوسكار لعام ١۹۸۹ لأفضل ممثل مساعد عن دوره البارز في فيلم "Glory". وكان هذا الانتصار بوابة اجتياز طريق النجومية وصنع اسمه ليس فقط كممثل بارع ولكنه أيضا أصبح رمزاً لكل عاشق للسعي لتحقيق الذات والتغيير المجتمعي كما جسده بشجاعة وتصميم في شخصيته الشهيرة "مالكوم إكس".
وفي عقد الثمانينات والتسعينيات، قدم مجموعة متنوعة ومتألقة من الأفلام والمشاركات الضيفية، والتي تضمنت أعمالاً موحية مثل "Mo Better Blues" و"Mississippi Masala" بالإضافة إلى العمل التاريخي التأملي "Malcolm X". كذلك، أثّر مشاركته في الفيلم المقتبس من ويليام شكسبير "Much Ado About Nothing"، وكذا عمله الرائع المشترك مع توم هانكس في فيلم "Philadelphia".
ومن نافلة القول أن تأثير دينزل واشنطن امتد لتلك العقود التالية؛ إذ واصل تقديم أداء قوي وعاطفي سواء في الأدوار الرئيسية أو الداعمة للأفلام الهامة الأخرى كتلك التي جمعته بغريغوري هايدن في "The Hurricane"، وباستيان كولر في "Training Day" وماهرشالا علي ضمن فريق عمل فيلم الأكشن والإثارة الجماعي "The Equalizer". كما أسهم حضورُه المؤثرُ في إعادة تألق مجد أفلام الخيال العلمي الحديثة برفقه دان فوكمان وواين وينكوورث وغيرهما الكثيرون ممن صنعوا سوياً روائع مثل سلسلة أفلام "John Q." و""The Pink Panther"".
واليوم، يُعتبر دينزل أحد أبرز المواهب الفنية الاستثنائية لما يتمتع به من موهبة فريدة وقدرة استثنائية على خلق الشخصيات تعكس تنوع الثقافات الإنسانية وتعبر عنها بكفاءة عالية وفهم عميق لحالة النفس البشرية تحت وطأة الواقع الاجتماعي والمعاناة الشخصية. وهو أمرٌ جعل منه مصورا حيّا لقضايا العدالة الاجتماعية والجماهيري الدولي لكل الذين ينشدون السلام والاستقرار والحريات العامة داخل مجتمع يعاني ويتطور باستمرار منذ ولادة كل فرد جديد فيه.