تعتبر خلايا الجسم أساس الحياة، وهي الوحدات البنائية والتأثيرية لكل كائن حي. تختلف أنواع الخلايا بشكل كبير بناءً على وظائفها المتعددة داخل جسم الإنسان والمخلوقات الحية الأخرى. هذه الخلايا ليست مجرد وحدات صغيرة مستقلة، ولكنها معقدة للغاية وتحتوي على هياكل دقيقة تعمل بانسجام تام لإنجاز مختلف العمليات الحيوية الضرورية للحفاظ على صحة وديمومة الكائن الحي.
في قلب كل خلية يوجد النواة، والتي تعتبر مركز التحكم فيها. تحتوي النواة على الحمض النووي DNA الذي يحمل جميع التعليمات الجينية اللازمة للتنظيم الصحيح ووظيفة الخلية. بالإضافة إلى ذلك، فإن الريبوسومات - التي تتواجد غالبًا بالقرب من الشبكة الإندوبلازمية الهادئة (ER) - تقوم بإنتاج البروتينات وفقاً لتلك التعليمات الدقيقة.
كما يلعب الغشاء البلازمي دوراً رئيسياً في تنظيم حركة المواد عبر حدود الخلية. فهو يعمل بمثابة حاجز يسيطر على ما يدخل ويخرج من الخلية، مما يسمح بالوصول المنتقى للمواد الغذائية والأكسجين بينما يبقي البيئة الخارجية بعيدة عن أنسجة الخلية الحساسة.
هناك أيضاً نظام نقل داخلي فعال للغاية داخل الخلية يعرف باسم الجهاز المستقل (جهاز جولجي)، وهو المسؤول عن طيات وتخزين وإطلاق العديد من المنتجات الثانوية للخلية مثل الهورمونات والبروتينات. أما النظام الآخر المهم فهو الشبكة الإندوبلازمية، سواء كانت هادئة أم حرشة (شبكة إندوبلازمية خشنة). تلعب هذين الشبكيتين دورًا رئيسيًا في تصنيع الدهون والبروتينات وغيرها من المركبات الرئيسية الموجودة ضمن أغشية الخلية وخارجها.
بالإضافة إلى ذلك، يحتوي بعض الأنواع الخاصة من الخلايا المتخصصة - بما في ذلك تلك الموجودة في العظام والعضلات والجهاز المناعي - على مجمعات عضلية تسمى الميتوكوندريا. تعمل هذه المجمعات الصغيرة كمولدات الطاقة، باستخدام أكسجين الطعام لتحويل العناصر الغذائية المعقدة إلى شكل يمكن للاستخدام بواسطة الخلايا تعرف عليه ATP (الأدينوسين ثلاثي الفوسفات).
وفي النهاية، نرى بأن الطريقة التي تعمل بها الخلايا هي نتيجة لعشرات الآلاف من العمليات المختلفة ذات التعقيد الهائل والذي لم يتم فهمه حقاً حتى الآن تماماً رغم تقدم العلم الحديث. إنها قصة مستمرة مليئة بالأبحاث الجديدة واكتشافات جديدة تبحث عميقاً داخل عالم صغير جدا ولكنه ومعجز بكل المقاييس.
