في الإسلام، يلعب الحديث النبوي دوراً محورياً جنباً إلى جنب مع القرآن الكريم. يعدّ الحديث جزءاً أساسياً من الوحي الإلهي الذي تم تنزيله على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وهو المصدر الثاني للشريعة الإسلامية بعد الكتاب المقدس. جاء في إحدى الأحاديث الصحيحة التي روىها الترمذي وابن حبان وغيرهما، حيث يشير الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم إلى أن "القُرآن وما معه"، مما يدل على التشابه الكبير بين أهميتهما.
وعلى الرغم من وجود اختلافات محتملة في نقل الروايات بسبب تعدد الصحابة الذين كانوا حريصين على حفظ هذه التراث، إلا أنها جميعها تدور حول نفس جوهر الفكرة. فعلى سبيل المثال، قد يكون هناك فروقات طفيفة في طريقة سرد قصة معينة أو شرح لتطبيق حكم شرعي معين ولكن المعنى الأساسي يبقى ثابتًا.
إذاً، السنة النبوية ليست مجرد تعبيرات شخصية للنبي صلى الله عليه وسلم فقط؛ بل إنها أيضًا مصدر رئيسي للإرشاد والنصح. فهي تشمل الأقوال والأفعال والتأكيدات الخاصة به صلى الله عليه وسلم والتي تعتبر ملزمة للمسلمين بناءً على قوله تعالى: "وما آتاكم الرسول فخذوه". وهذه المقاطع الأخيرة من السنة تُعتبر جزءاً لا يتجزأ من الوحي الرباني للأمة المسلمة. وفي الواقع، فقد أكد الفقهاء عبر التاريخ على ضرورة الجمع بين التعاليم القرآنية والسنة المحمدية للحصول على رؤية شاملة وشاملة للدين الإسلامي.