الحمد لله، الصيام عبادة عظيمة، وأجرها عند الله كبير. ومع ذلك، فإن الأجر على الصيام ليس متساوياً بين جميع المسلمين، بل يرتبط بمشقة الصائم. فإذا كانت المشقة ملازمة للعبادة، بحيث لا يمكن القيام بالعبادة إلا مع تحمل هذه المشقة، فإن الأجر والثواب يزدادان مع زيادة المشقة.
قال النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها: "إن لك من الأجر على قدر نصبك ونفقتك" (رواه الحاكم وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب). وهذا يعني أن العبادة التي تتطلب جهداً ونفقات أكبر، يكون أجرها أعظم.
ومع ذلك، هذه القاعدة ليست مطردة في كل شيء. هناك أعمال أخرى قد تكون أخف مشقة ولكنها أعظم أجراً. على سبيل المثال، قصر الصلاة أفضل من الإتمام للمسافر، والصلاة مرة في الجماعة أفضل من فعلها وحده خمساً وعشرين مرة.
لذلك، يمكن القول إن أجر الصيام يرتبط بمشقة الصائم. فمن يصوم في منطقة حارة يشعر بالعطش أكثر، يكون أجر صيامه أعظم من من يصوم في منطقة باردة لا يشعر بالعطش. ولكن هذا لا يعني أن أجر الصيام في حد ذاته يختلف، بل الأجر يرتبط بمشقة الصائم.
والله أعلم.