فيما يتعلق بعادة تعليق الهلال والنجمة المضاءة كهربائيًا على واجهات المباني وشرفاتها للاحتفال بشهر رمضان المبارك، ينصبّ التركيز الأساسي للحكم الشرعي لهذه الممارسة الجديدة على ثلاثة جوانب رئيسية: نية الشخص، مستوى الإنفاق، وعدم وجود أي محرمات دينية مرتبطة بهذه الزينة.
أولا وقبل كل شيء، يُعد التعامل مع زينة الهلال والنجوم خلال شهر رمضان الكريم كجزء من الاحتفالات الاجتماعية والعائلية ممارسة مباحة طالما إنها ليست عبادة بشكل مباشر أو متعارضة مع العقيدة الإسلامية. ومع ذلك فإن المفتاح هنا يكمن في عدم الاسراف والتبذير أثناء شرائها حيث يجب مراعاة الاقتصاد وعدم جعل تكلفة هذه الأشياء عبئاً مالياً ثقيلاً. وهذا مستند الى قاعدة الإسلام فى تقدير المال واحترامه.
ثانياً، تعتبر صورة الحيوانات او الاشخاص داخل الزينات أمر محرم وفق القانون الديني الاسلامى. لذلك فان اختيار تصميم خالي من تلك المحظورات مهم جدا للسماح باستخدام هذه الزينة بدون اي انتهاكات للشريعة.
بالإضافة لذلك، وجب التنبيه الى أهمية الفصل بين أماكن العبادة والحياة اليومية. فعلى الرغم من كون المساجد رمز مقدس للمؤمنين إلا انه يجوز استخدامها للتجمع والتواصل الاجتماعي خارج اطار العبادات الرسمية ولكن تحت ظروف خاصة ودقيقة. ولذلك فهو ليس مناسبا لدفع صناعة الزينة نحو الانتشار الكبير بالمراكز المقدسة مثل المساجد والتي قد تؤثر بالسلب على تركيز المصلين وخلو الصلاة منهم.
وفي ظل هذا السياق, استشهد الفقهاء بالأحاديث النبوية حول التوجيهات الخاصة بحماية الكعبة المشرفة وحفظ حرمتها ضد التدخلات الشخصية الغير ضرورية حتى لو كانت نوايا حسنة. وبناء علي ذلك ، فإن وضع الزينة والإكسسوارات المختلفة بغرض الترفيه فقط يعد شكلا من أشكال التحضر الذي يمكن وضعه بالتأكيد جانباً عندما يأتي الأمر للأماكن المقدسة ذات الطابع الديني .
ختاماً، ربما تكون الظاهرة الحديثة المتعلقة بإعطاء شكل خاص لكل حدث بمختلف وسائل الإعلان إحدى مساوئ التطور المعاصر حيث غالبًا ما ينظر إليها المجتمع كمصدر قلق بشأن تحريف طبيعة الشعائر التقليدية بشكل عام. لكن يبقى القرار النهائي دائمًا لدى الأفراد الذين يستطيعون الموازنة بين الامتيازات الروحية والثقافية لعاداتهم بينما يحافظون أيضًا على توازن مسؤول تجاه حقوق الآخرين ومصالح المجتمع الأكبر.