الحديث الصحيح هو أعلى درجات الأحاديث النبوية من حيث القوة والثبوت. لتكون الحديث صحيحة، يجب أن تنطبق عليها مجموعة من الشروط التي تشكل أساس التحقق من أصالته وصحتِه. إليك هذه الشروط بشكل مبسط ومفصل:
1. **عدالة جميع رواة الحديث**: يجب أن يتمتع جميع الأشخاص الذين شاركوا في نقل الحديث بشخصية مستقيمة وصادقة وثقة عالية فيما يتعلق بالإسلام والأخلاق الإسلامية.
2. **تمام ضبط حفظ رواة الحديث**: يحتاج راوي الحديث إلى القدرة على الاحتفاظ بكلمات الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بدقة وبدون أي تغيير أو تحوير.
3. **اتصال سند الحديث**: يعني ذلك وجود سلسلة مستمرة ومباشرة بين راوي الحديث وبين مصدره الأصلي - رسول الإسلام نفسه. كل شخص في هذه السلسلة سمع مباشرة من الشخص الذي قبله.
4. **سليم من الشذوذ**: الشذوذ هنا يعني مخالفة أحد الرواة لمن هم أقوى منه حجّة وثبتاً. لذا، يُعتبر الحديث صريحاً عندما تتفق أقوال معظم الرواة حول نفس القضية.
5. **سليم من العلل**: "العلة" قد تشير إلى مشكلة غير واضحة قد تؤثر على صحة الحادث ولكن يمكن للأئمة الخبراء اكتشافها وتحديد مدى تأثيرها المحتمل.
هذه الشروط ليست مجرد قواعد شكلية بل إنها تستند إلى معرفتنا بالواقع التاريخي والتقاليد الدينية للإسلام المبكر. فهي تساعدنا ليس فقط على التأكد من صدق محتوى الحادث ولكنه أيضًا توفر لنا رؤى عميقة حول الثقافة والتاريخ الإسلاميين.
للتوضيح أكثر، بعض العلماء مثل الإمام مالك والإمام أبو حنيفة ربما خفضوا مستوى شرط واحد أو اثنين لهذه الشروط العامة عند النظر في صحة Certain أحاديث خاصة بناءً على فهمهم الخاص للتقاليد الإسلامية وقراءة النصوص القرآنية والسنة النبوية الشريفة.
ومع ذلك، فإن أغلبية علماء المسلمين اتفقت على ضرورة تواجد كافة تلك الشروط مجتمعة ليُعتبر حدیثًا صحيحًا حسب تعريفهم الواسع للمصطلحات الشرعية ذات الصلة.