في نقاشك مع زميلاتك المسلمين الغربيات، واجهت اعتراضًا حيث ادعين أن اتباع نهج الشيخ محمد بن عبد الوهاب يعني "الوهابية"، وهو موقف خاطئ وفق معتقداتهما. ومع ذلك، فإنه من المهم معرفة أن المناهج التعليمية المتعلقة بتوحيد الله في المملكة العربية السعودية ليست خاصة بالشيخ فقط، ولكنها تستند أساسًا إلى القرآن الكريم والسنة النبوية والإجماع التاريخي لسلف الأمة الإسلامية.
الشيخ محمد بن عبد الوهاب، مثله مثل جميع المجددين والمصلحين عبر التاريخ الإسلامي، دعا إلى العودة إلى المصدرين الرئيسيين للإسلام: الكتاب والسنة. وقد قام بهذا استنادا إلى الفهم الأصيل للتقاليد الإسلامية المبنية على أسس ثابتة وتحتوي على مبادئ واضحة ضد عبادة الآلهة الأخرى غير الله الواحد. ويتحقق هذا النهج بشكل كامل من خلال التأكيد المستمر على عقيدة التوحيد.
أما تسمية المرأة باسم زوجها، فتعتبر ظاهرة جديدة وليست مدعومة بأي دليل من السنة النبوية المطهرة. حتى أثناء زواج الرسول الكريم ﷺ بالأمهات المؤمنات، بما في ذلك خديجة بنت خويلد عروب قبل اسلامها وزوجاتها الأخريات، فإن كل امرأة كانت تعرف بنسب أبيها فقط. وهذا الأمر ينطبق أيضًا على زوجات صحابته رضي الله عنه وشريعتهم فيما بعد. لذلك، لا يمكن اعتبار نسب المرأة إلى زوجها امراً متوافقاً مع التعاليم الإسلامية التقليدية.
وفي موضوع آخر مهم ذكرتيه والذي يحظى بإشارتك سواء هنا أو سابقًا؛ تجنب الدراسة داخل البلدان المحكوم بها قوانين غير مطابقة لشريعتنا السمحاء بسبب احتمال تعرض الطلاب الشباب لتجنبات الفتن الروحية والجسدية هناك نظرا لقصر عمرهم وعدم خبرتهم الكافية بالحياة اليومية بمحيط مختلف تمام الاختلاف عن بيئات نشأتهم الأصلية والتي ربما لن تصبح قادرة على مقاومة الشبهات والوساوس المغرضة عموما. لذلك يعد البقاء ملتزمًا بدينه واستقامته خلال فترة انتقاله تلك حاجزا دفاعيا قويا لحماية إيمانه ودينه بينما يحتفظ أيضا بربط وثيق بمصادر توجيهه الديني المعتاد بصورة مشابهة للعناية الزائدة اللازمة تجاه الطفل الذكي بشوارع المدينة الحديثة المكتظة بالمخاطر المحتملة التي قد تهدده بعيدا عن حضن أبويه المقربين دائما له. فعلى الرغم مما سبق اعلاه إلا أنه ليس هنالك مانعا نهائيّا لمن يسعى للحصول علماً جامعياً جامدا غير ديناميكي طالما توافر لديه القدر الكافي والحكمة السياسية والأهلية اللازمة لتحقيق هدفه بدون انتهاكات للدين والمعايير الاجتماعية المثالية المنشودة لكل مسلم ومؤمنة كذلك حسب كتابنا الحكيم وسنة رسول الرحمة ﷺ وآثار اجماع اجدادنا الاولياء السابقين عليهم رضوان الرب الكريم الواسع البركة والنور والهداية