يتناول هذا المقال قضية حساسة تتعلق بدور الطلاق في العلاقات الزوجية، خاصة عندما يحدث تحت تأثير الانفعال الشديد كالغضب. يجب التأكيد أولاً على أهمية تجنب استخدام الطلاق كمستجد غير مسؤول لتسويات الحياة اليومية. العديد من الرجال يستخدمونه بشكل مستمر مما يؤدي إلى تداعيات خطيرة حسب الحديث النبوي: "ألا يلعب بكتاب الله وأن أنا بين أظهركم". هذا النوع من الاستخدام غير المسؤول يعد تلاعبا بكتاب الله وفقا للسنة.
يؤكد النص الشرعي على ضرورة الاعتدال في اليمين ولا سيما فيما يتعلق بالطلاق. الرسول محمد صلى الله عليه وسلم أمر بأن "من كان حالفا فلْيحلف بالله أو ليصمت"، مشيرا إلى أنه ليس هناك حاجة للحفاظ على عدد كبير من الأقسام. إضافة لذلك، يشير القرآن الكريم بوضوح إلى الحاجة للحفاظ على اليمين ("واحفظوا أيمانكم").
بالنسبة لحالة الشخص الذي يحلف على زوجته بالطلاق بناءً على شرط معين، فإن الأمر مختلف على أساس النية خلف هذه العبارات. إذا كانت النية هي تشجيع الفعل أو المنع منه وليس هدفها الإقرار بالطلاق، فلا يعتبر هذا طلاقا وتطبق الكفارة المناسبة في معظم التفسيرات القانونية الإسلامية. ولكن إذا كانت النية الخفية للإشهار بالطلاق عند حدوث الظروف المحددة، فالطلاق سيكون له مفعوله بموجب الشروط الموضوعة.
في حالتك الخاصة حيث كنت غاضبا للغاية لدرجة عدم القدرة على التذكّر لما تقول، فإن الغضب الكبير جدا والذي يصل بدرجة تؤثر فيها على قدرتك المعرفية والتذكر، يمكن اعتبارها ظرفا استثنائيا قد يؤدي إلى عدم تطبيق القرار المتخذ خلال تلك الحالة. ومع ذلك، فإن جمهور علماء الدين يميل إلى النظر في أن الغضب الشديد رغم عدم الوصول لهذه الدرجة القصوى قد لا يكون سببا للتراجع عن الطلاق.
وفي النهاية، ينبغي التنبيه دائما إلى مدى الخطورة المحتملة لقضايا مثل الطلاق أثناء الغضب وغيره من المواقف المشحونة عاطفيا. إنه يمثل موضع خطر محتمل تهدد استقرار البيت الأسري ويمكن أن تلحق الضرر بالأفراد والأسر نفسها نتيجة للعجلة وسوء إدارة اللغة المنبعثة من الانفعال الزائد. وينبغي للمسلمين البحث دائما عن حلول أفضل وأقل تأثرا بالعواطف في مواجهة الاختلافات والخلافات داخل المنزل.