الدين الإسلامي جعل من منع الوقوع في الخطيئة والمآثم هدفاً أساسياً، خاصة عندما تتعلق تلك الممارسات بالحياة الشخصية والسلوكيات اليومية. ومن بين الأشياء التي حرص عليها الدين بشكل خاص هو تنظيم العلاقات بين الرجال والنساء خارج نطاق الزوجية.
التعلق بعاشق من بعيد يمكن أن يؤدي إلى نتائج كارثية حسب العديد من علماء الدين المسلمين. هذا النوع من المشاعر ليس فقط غير أخلاقي، ولكنه أيضاً بوابة للأمراض النفسية والجسدية. الشيخ ابن تيمية، أحد أشهر علماء الإسلام، وصف العشق بأنه "مرض نفسي"، ويمكن أن يصل إلى درجة تؤثر على الصحة الجسدية للشخص المصاب.
الأهم من ذلك كله هو التأثير السلبي للعشق على إيمان الشخص ودينه. حيث يمكن أن يؤدي التعلق بشخص آخر إلى هجر طريق الحق والخضوع لإرادة المحبوب. وهذا بدوره قد يدفع الشخص نحو الشرك بالله -وهو أمر مكروه شرعا-. لذلك، يجب على كل مسلم أن يسعى دائماً لحماية نفسه من مثل هذه المخاطر وأن يكون واضحا بشأن حدود المعايير الأخلاقية والدينية.
أما بالنسبة لأولئك الذين بدأوا بالفعل في الطريق الخطأ، فلا يكفي الشعور بالندم؛ فالإثم يشمل أيضا النشاطات المؤدية إليه. لذا، على المرء أن يعترف بخطئه ويتوقف عن أي نشاطات محفوفة بالمخاطر ويعود للحياة الصحيحة وفق تعليمات القرآن الكريم والسنة المطهرة.
إن نهج الحياة الذي يتميز بالحب الصادق والعاطفة المتبادلة داخل إطار الزواج هو الحل الأقرب والأكثر سلامة للمسلمين.