تشكل قضية تحديد مستوى الفقر واستحقاق زكاة الفقراء موضوعاً مهماً في الشريعة الإسلامية. وفقاً لما جاء في القرآن الكريم: "إنما الصدقات للفقراء والمُمسكين والعاملين عليها والمُؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم" (التوبة: 60).
حدود الفقر لاستحقاق زكاة الفقراء:
يعرف الفقير بأنه الشخص الذي ليس لديه أي مصدر للدخل، أو لديه مصدر للدخل غير كافٍ لتلبية احتياجاته واحتياجات عائلته لمدة عام كامل. يُقدر هذا الحد بناءً على ظروف المنطقة الزمنية والمكانية وظروف الأسرة المعيشية الخاصة. هناك حالات واضحة حيث يتم الاتفاق بشكل متبادل بأن صاحب الدخل المنخفض للغاية يستحق الحصول على زكاتنا بسبب ضرورته القصوى.
يتناول الفقهاء هذه القضية بتعمق، موضحين أنه "الفقير الذي يرث الزكاة هو الشخص الذي ليس لديها ما يكفي لعيشه وعائلة لفترة سنة واحدة." بالنسبة للأشخاص الذين يتلقون رواتب شهرية ثابتة، يجب النظر إلى مجمل دخلهم الشهري ومقارنته بما يحتاجونه لإعالتهم خلال العام. مثلاً، إذا كان دخل الفرد يصل إلى خمسة آلاف دولار سنوياً، ولكنه بحاجة إلى عشرة آلاف دولار لنفقاته عبر فترة السنة كلها، حينئذٍ يعتبر هذا الرجل فقير أو مسكين؛ إذ إنه يملك نصف حاجته الضرورية فقط. وبالمثل، رغم امتلاك بعض الأفراد لموارد تكفل لهم الحياة المعتمدة عليهم وعلى ذويهم، إلا أنها قد تكون عرضة للحبس بسبب الدين المتزايد عليهم. لذلك، تجدر الإشارة هنا لمساعدتهم أيضاً ومنحهم القدر اللازم لسداد ديونهم. كذلك الأمر لمن هم قادرون مادياً على الإنفاق اليومي وتوفير الطعام والشراب والسكن المناسب لكل منهم، ولكن ينقصهم القدر البسيط للتزوّج والدخول ضمن منظومة الأسر الصغيرة الحديثة بدون ضغط اجتماعي كبير. لذا يتم تقديم النسبة المؤقتة لتيسير مهمة التزويج لهذا النوع من المجتمع المحروم نسبياً.
مكانة المجاهدين حديثي اعتناق الإسلام وغيرهم ممن شملهم النصوص:
بالانتقال نحو حالة وضع معينة تتعلق بسجون الولايات المتحدة الأمريكية، فإن المسلمين الجدد الذين التحقوا بالحياة الجديدة مؤخراً -ولو كانوا محصورين خلف أسوار الاحتجاز- سيكونون أهل للاستفادة المالية منها إن كانوا بالفعل فقيراً أو مديوناً فعلياً. كما يساعد منح تلك الحقوق في تثبيت معتقدات هؤلاء الأشخاص وتمتين رابطهم الجديد بالدين مما يؤدي بدوره لتحويل الآخرين حولهم نحو طريق الحق والصواب حسب وصايا كتاب الله عز وجل وسنة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم الهادفة لكسب قلوب البشر وتحقيق التقارب والتآلف فيما بين أفراد الخلائق مجتمعة تحت مظلة دين رب العالمين الواحد الأحد سبحانه وتعالى.
وفي الختام، يدعم القانون الأخلاقي الإسلامي دفع نوع آخر من الهبات الخيرية وهي "الصَّدقات"، والتي تمكن المرء من شغل مركز أعلى مرتبة عند مولاه جل وعلا، بالإضافة لحماية نفسه وحفظ بهائه أمام نظر خلقه العديدة المختلفة الثقافات والأمزجة الشخصية أيضًا! ومع ذلك يجب عدم التوقف عن مراعاة أولوية المصالح العامة قبل الخاصة وذلك أثناء اتخاذ قرار الاستخدام الأمثل لهذه الانتفاعات الاجتماعية تجاه المحتاج إليها حقاً سواء كانت متعلقة بفواتير خدمات عامة مُستحَقة أم موجهة لغرض دعم جهود إعادة التأهيل البدني والنفساني لكافة أبناء الوطن بلا استثناء!. فتعد صدقاتكم عماد حياة الكثير من الأحرار الملتزمين بشرع رب البرية وخالق الأرض والسماء جميعها.