في عالمنا المترابط، تبرز الظاهرة العلمية التي تربط بين صحة الإنسان والبيئة كأحد المواضيع الأكثر إلحاحاً وأهمية. لا يمكن فصل التأثيرات البيئية عن حالة البشر الصحية؛ فالأمراض المستوطنة، الأمراض المعدية، وحتى بعض الاضطرابات غير المعدية ترتبط ارتباطا مباشراً بجودة الهواء والمياه والصحة الزراعية.
على سبيل المثال، تعتبر مشاكل الرئة مثل الربو والتهاب الشعب الهوائية شائعة بسبب التلوث الناجم عن الغازات الدفيئة الناتجة عن النشاط البشري. بالإضافة إلى ذلك، تشير الدراسات الحديثة إلى دور التعرض للسموم البيئية المحتملة، بما في ذلك المبيدات الحشرية والكيمياويات الصناعية، في زيادة خطر الإصابة بمرض السرطان والأمراض التنكسية الأخرى.
وعلى الجانب الآخر، يلعب تغير المناخ دوراً محورياً في هذه الديناميكية. يرتفع مستوى البحر نتيجة ذوبان القمم الجليدية القطبية مما يؤدي إلى غمر المناطق الساحلية والتي تحتوى عادة على مرافق مائية ومجاري صرف صحية قد تتسبب في انتشار الأمراض المعدية عبر المياه الملوثة. كما أن ارتفاع درجات الحرارة يدعم نمو وانتشار حشرات ناقلة للأمراض كالبعوض والحشرات الأخرى ذات الفوائد العدوانية.
لذلك، فإن معالجة تحديات البيئة ليست فقط مسألة بيئية وإنما أيضاً قضية صحية عامة ملحة. يجب أن يتم التركيز على تنفيذ السياسات والاستراتيجيات الخضراء المحافظة على البيئة للحفاظ على كوكب صحي بالنسبة للإنسانية جمعاء.
