في عصرنا هذا، أصبح البحث العلمي يسعى باستمرار لفهم العلاقة المعقدة بين بيئتنا والصحة العقلية لدينا بشكل أفضل. الدراسات الأخيرة توفر نظرة عميقة حول كيفية تأثير محيطنا والعيش فيه على صحتنا النفسية. هذه الورقة ستستعرض بعض النتائج البارزة لهذه الأبحاث المتطورة.
أولاً، أثبتت العديد من الدراسات أن التعرض للمساحات الخضراء يمكن أن يكون له تأثير إيجابي كبير على الصحة العقلية. الأشخاص الذين يعيشون بالقرب من الحدائق أو المناطق ذات النباتات الغنية غالبًا ما يبلغون عن مستويات أقل من القلق والإجهاد مقارنة بأولئك الذين يعيشون في مناطق حضرية مزدحمة. يُعتقد أن التفاعل مع الطبيعة يساعد في زيادة الإندورفين، وهو هرمون يشعر الإنسان بالسعادة.
ثانيًا، نوعية الهواء الداخلي تلعب أيضًا دوراً هاماً. المواد المستخدمة في بناء المنازل والمكاتب، بالإضافة إلى المنتجات اليومية مثل الطلاء والحشيات والأثاث، قد تطلق مواد كيميائية سامة يمكن أن تؤثر سلباً على الصحة النفسية. التنفس المستمر لهذه المواد يمكن أن يؤدي إلى الصداع، الدوار، والشعور العام بالإرهاق والتعب العقلي.
ثالثاً، الضوضاء هي عامل آخر يحتاج لمزيد من الفحص. الأصوات الصاخبة، خاصة تلك التي تأتي من حركة المرور وتجهيزات المباني، ترتبط بزيادة خطر المشاكل الصحية النفسية بما فيها الاكتئاب والتوتر. حتى أصوات الليل الناجمة عن الحفلات العامة أو أعمال الإنشاء يمكن أن تسبب اضطرابات النوم، مما يساهم بدوره في تقليل الوظائف المعرفية ويزيد من الشعور السلبي النفسي.
خامساً، الضوء الاصطناعي ليلاً له أيضاً آثار محتملة على الصحة النفسية. تعرض البشر للضوء أثناء الظلام قد يزعزع دورتنا الداخلية الطبيعية، وهي عملية معروفة باسم "الساعة البيولوجية". هذا قد يؤدي إلى اختلالٍ في نمط نوم الشخص ويؤثر بالتالي على صحته العقلية العامة.
وفي النهاية، رغم وجود الكثير الذي لا زالت عليه بحاجة لإجراء مزيد من الأبحاث بشأن التأثيرات الخاصة لكل بيئة علينا، فإن الأدلة المتزايدة تشير إلى ضرورة اعتبار البيئة كمكون أساسي عند النظر في health mental health outcomes. يجب تصميم مدن ومجتمعات أكثر صداقة للناس لتوفير أماكن عيش تتسم بالهدوء والنظام والاسترخاء, كل ذلك بهدف تحسين الصحة النفسية للسكان المحليين.