وفقًا للعلماء والمفتين، فإن الشخص الذي يتعمد ترك الصلاة بشكل كامل دون أدائها أبدًا يُعدّ كافرًا وفق بعض الآراء. هؤلاء الذين يقترحون هذا الرأي يشيرون إلى حديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم حيث قال "بين الرجل وبين الكفر والإيمان ترك الصلاة". وهم يستدلون أيضاً بأن ترك صلاة المفروضات بدون سبب شرعي مثل النوم أو النسيان هو عدوان واضح على أوامر الله عز وجل مما قد يؤدي للإبعاد عن الدين.
ومن ناحية أخرى، هناك علماء آخرون يرون أن التارك المتقطع - والذي يصلي أحياناً وينسى أو يتوقف عن الصلاة أحياناً أخرى - لا يمكن اعتباره كافراً حسب ظروفه. وقد استندوا في ذلك إلى الحديث السابق ذكره الذي يقول "العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة"، بالإضافة إلى قول الرسول الكريم "من نام عن صلاة أو نسيها فليصلها إذا ذكرها". هذه الأحاديث تدل بحسب رأيهم على ضرورة وجود نوايا صادقة والتزام ثابت بالإسلام لأجل اعتبار شخص ما كفاراً بسبب عدم أداء الصلاة.
في حالة الشخص الذي يصليفقط صلاة الجمعة مثلاً، يختلف التعامل معه بناءً على درجة جدية وتقوى المسلم. بينما البعض قد يراه مستجيباً لشكل خارجي للدين ولكنه خالي المضمون الروحي والثابت العقائدي، الآخرون ربما يعطونه فرصة أكبر بالنظر إليه كشخص لديه حسنات وسوءات يجب الموازنة لها. ولكن الجميع مجمعون على أهمية رسالة القرآن والسنة التي تلزم كل مسلم بتطبيق كل جوانب الدين بما فيها المحافظة على الفرائض كالصلوات اليومية.
وفي النهاية، يبقى الأمر يحتاج لحكمة فهم عميق للشريعة الإسلامية وقراءة متأنية لسلوكيات الأفراد لتحديد موقف محدد لكل فرد تجاه قضية كفر تاركي الصلاة بشكل عام.