إذا أسلم شخصٌ وكان محيطه الأسري لا يعلم بذلك، ثم توفي ودُفِنَ بموجب مراسم كنسيّة؛ فوفقاً للشريعة الإسلامية، سيُبعَث هذا الشخص بناءً على نيَّاته وقناعات قلبه، وليست طريقة دفنه هي المعيار لتحديد دينه النهائي.
هذا الأمر مستندٌ إلى عدة أدلة شرعية. أولاً، اتفقت المذاهب الفقهية على عدم مشروعية دفن المسلم في قبور الكفرة والعكس صحيح. لذا، إذا مات مسلم في دولة ذات أغلبية غير مسلمة وكان من المستحيل نقله لدفن المسلمين، فلابد من دفنه خارج مدافن الكفرة.
ثانياً، تؤكد السنة النبوية الشريفة بأن الإنسان سيرجع لما كان عليه وقت وفاته. فقد ثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم قوله "يُبعَث كل عبد بما مات عليه". وكذلك حديث آخر يشير إلى أهمية إيمان المرء وقت وفاته حيث ذكر النبي صلى الله عليه وسلم دعاء خاص للميت جاء فيه:"اللهم من أحيايته فأحييه عليك بالإيمان ومن توفيته فتوفه عليك بالإسلام".
ومن الجدير بالملاحظة أن الشيح ابن تيمية رحمه الله أكد أيضاً عدم وجود دليل واضح حول نقل الملائكة للأرواح من قبرها الأصلي. وبالتالي، فإن مصير الروح مرتبط بشكل أساسي بإيمان قلب صاحبها وليس مكان دفنه.
وفي حالات مثل تلك التي طرحتها والتي يتردد صداها كثيرا لدى العديد ممن يؤمنون سرا بدينهم الجديد بينما يخوضون في تحديات كبيرة للعيش بحرية في المجتمعات غير المسلمة، تبقى عقيدة قلب الإنسان شاهدة على اعتناق الحق والخير بغض النظر عمّا يحدث خارجياً.