استشارتي في الإسلام: حدود حفظ العفة عند اختلاط النساء بالأقارب الذكور

في الإسلام، تعتبر عفاف المرأة واحترام خصوصيتها أمراً أساسياً. عندما تتزوج امرأة رجلاً يسكن مع أسرته ولا يتمتع بمكان مستقلاً خاص به وبزوجته، فإنها تواج

في الإسلام، تعتبر عفاف المرأة واحترام خصوصيتها أمراً أساسياً. عندما تتزوج امرأة رجلاً يسكن مع أسرته ولا يتمتع بمكان مستقلاً خاص به وبزوجته، فإنها تواجه تحديات كبيرة لحفظ سترها والعفة. يُذكرنا حديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم:"الحمو الموت" بأن الأقارب الأقرباء، خاصة أقارب الرجل مثل الأخوة والإخوة الأكبر سنّاً، قد يكونون الأكثر خطورة فيما يتعلق بالفتن. لذلك، يجب على النساء المسلمات حماية أنفسهن من أي تجاوزات محتملة عبر اتباع بعض القواعد الهامة.

أولاً، ينصح الدين بالحفاظ على الحجاب الشرعي شاملًةً الوجه والكفين أمام كل رجال ليسوا محارمين لها - سواء كانوا اقارب او غرباء-. هذا يعني أنه حتى وإن كانت تعيش تحت سقف واحد مع هؤلاء الاولاد والمعارف المقربين منها, عليها الاستمرار باستخدام القناع والحفاظ علي عدم اظهار اي جزء مما يمكن اعتباره مغري جنساني لهم. إن غياب العنصر الأنثوي الغريب داخل البيئة الضيقة يؤكد أهمية التزام صارم بهذا النظام الخاص بحراسة الذات.

مثال آخر مهم لتطبيق تلك المباديء العملية جاء بالسؤال الذي وجه لأحد المجالس الفقهية حول استقرار أسرتين ضمن نفس المنزل الكبير نتيجة ظروف انتاج ابو الزوج الصحي والمعاشي. رد المجلس واضح وصريح بأنه ليس هناك مانعا اصوليا طالما تم توخي الاحتياط اللازم للحفاظ علی مستوى ملائم من الاحتشام والتستر بين افراد الاسرة المختلفة. وفي الحقيقة فان ضروري جدا التأكد بان الزوجة المتواجدة ضمن ذات المكان تحترم حقوقها الخاصة بحرمان الاختلاء بغير اخوة زوجها وان ترتدي اللباس المحتشم المناسب دائماً قدر المستطاع أثناء وجودهما سوية.

وفي النهاية، الأمر يتطلب الكثير من العمل الشاق والاستعداد العقلي والمعنوي لتحقيق هكذا موازين متوازنة وضبط النوافذ المؤدية لمثل تلك المواقف الحرجة والتي من شأنها تهديد سلامتهم الاجتماعية والخلقية. وعليه يجب اخذ العبرة بالممثل الأعلى للمؤمنين وهو رسول الإنسانية حين يقول :"الحمو الموت".


الفقيه أبو محمد

17997 مدونة المشاركات

التعليقات