وفقاً للأحاديث الشريفة التي وردت عن الرسول صلى الله عليه وسلم، فإن سكان الجنة سيكونون في أفضل حالاتهما من حيث الشكل الخارجي والجسمي. سيظهر هؤلاء المحظوظون بملامح مثالية تمامًا وبكامل الصحة والصحة البدنية. ستكون لهم هياكل جسمية رشيقة ونقية، بدون أي علامات غريبة أو عيوب خلقية قد تعيق جمالهن الطبيعية.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يدخل أهل الجنة الجنة جردا مردا مكحلين أبناء ثلاثين أو ثلاث وثلاثين سنة"، يشرح هذا الحديث كيف سيكون شكل سكان الجنة - خالي من الشعر وتحديداً شاربي الرجال - وكيف سيركز التركيز أكثر على شبابهم الدائم، حيث لن تقترن وجوههم بشعر غير مرغوب فيه ولن يكبر عمرهم إلى ما هو أبعد من الثلاثينات المبكرة.
ويؤكد حديث آخر لمقدمة أبو هريرة رضوان الله عليه يقول فيه النبي محمد صلى الله عليه وسلم: "أهل الجنة جعد مرد كحل ليس يفنى شبابهم ولا تبل ثيابهم". ويعادل المصطلح "جاد" الأنيقة والشبابية بينما يعني مصطلح "مرَد" عدم وجود اللحية لدى رجل صالح. ويضيف الرواية الأخرى تفاصيل إضافية حول نقاء بشرتهم وعدم تعرض ملابسهم لأي نوع من أنواع الفساد عبر الزمن.
وفي حديث أساسي جمع بين كتب بخاري ومصطفى بن مسلم رحمهما الله تعالى، وصف نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم أول مجموعة تدخل جنانه بأنها تبدو مثل القمر الكامل أثناء اكتماله، مع الحرص أيضًا على ذكر خصائص أخرى مميزة للسكان هناك كالقدرة الرائعة على التحكم بالنفس وعدم أصدار أي رائحة أو متطلبات وظائف الجسم الضرورية مثل التنفس والتبرز والتبوّل بالإضافة لإمكانيات طبيعية رائعة من حيث الطعام والنقل والحياة بشكل عام ضمن العالم الأخروي المثالي.
ومن الواضح إذن أنه بناءً على هذه الأدلة المباركة، يمكن للمؤمن أن يستريح طوال حياته الدنيا معتقداً بأنه عند دخوله دار القرار فسوف يتمتع ببنية بدنية محسنة وخالية من كل المعاناة والعوائق الجسدية. فالهدف الرئيسي لهذه الحياة الدنيا يجب أن يتجه نحو تحقيق سعادة واحدة وسعادة دائمة تأتي فقط ببركة الإيمان والإخلاص لله عزوجل ودخول فرد إلى عالم جديد مليئ بالأمل والخير الدائم.
