تتعرض العديد من النساء المسلمات لتحديات خاصة عندما تعيش مع أسرهن الأكبر حجماً، بما في ذلك إخوان زوجهن أو أفراد العائلة المقربة الآخرين. وفقا للشريعة الإسلامية، هؤلاء الأفراد ليست هم محارم للمرأة وبالتالي لا يسمح لهم بالنظر إلى وجهها أو أي جزء آخر من جسدها. هذا يأتي ضمن حرص الإسلام على الحفاظ على الأخلاق العامة والخصوصية الفردية.
إذا كانت هناك ظروف تتطلب وجود المرأة أمام هؤلاء الأقارب بشكل مستمر، كما هو الحال عند اجتماع الجميع تحت سقف واحد، فمن المهم جدا أنها تحترم حدود الحجاب. وهذا يعني ارتداء ملابس شاملة تغطي كامل الجسم باستثناء الوجه واليدين أثناء التعاملات اليومية. ومع ذلك، قد يكون هذا صعبا خاصة خلال الأعمال المنزلية حيث تحتاج المرأة إلى التحرك بحرية أكبر. هنا يكمن دور الزوج في توفير مساحة مستقلة للعائلة الصغيرة، حيث تستطيع الزوجة التحرك بحرية أكبر بينما تتمسك بتعاليم الدين بشأن اللباس والعفاف.
وقد أكد فضيلة الشيخ عبدالعزيز بن باز -رحمه الله- بأن "إخوة الزوج، وزوجات الإخوة، وابناء العموم، وابناؤ الخال، وغيرهم... ليسوا من المحارم". لذلك، تعتبر رؤية وجه المرأة أمر غير مقبول بالنسبة لهؤلاء الأشخاص بغض النظر عن مدى صلاحهم أو الثقة بهم. إن الهدف من ذلك هو منع الوقوع في الفتنة وتجنب نزعات النفس الشريرة ونزغات إبليس. يقول النبي محمد ﷺ :"لا يخلون رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم"، موضحا بأن الذكور الذين يحرم عليهم الزواج بسبب النسب أو المصاهرة أو الرضاعة هم الوحيدون الذين يُسمح لهم برفقة الأنثى بلا حضور شخص آخر. هذه التعليمات مهمة للحفاظ على الأعراض ودعم المجتمع في مواجهة الانحرافات الأخلاقية والشخصيات الضارة المحتملة داخل البيئة الاجتماعية.
وفي نهاية المطاف، فإن مسؤولية الرجل تجاه امرأته تشمل توفير بيئة مناسبة تنعم فيها بالأمان والاستقرار العقائدي والديني. يجب ألا يقود تصرفه للزوجة نحو مخالفة الأحكام الدينية بتشجيعها على انتهاك قوانين الحجاب عندما يكون بالإمكان توفر غرفة أو منزل خاص بهذه الغاية. دعواتنا إلى الرب القدير بأن يرشد قلوب المؤمنين ويوجه خطاهم نحو الخير والمعالي دائما.