الحمد لله، نسأل الله أن يصلح الأحوال ويجنبنا شر الشيطان. عندما نواجه موقفًا مثل موقف زوجك، حيث تؤذيك أرحامه ويقطعونك، يجب عليك اتباع تعليمات النبي محمد صلى الله عليه وسلم. وفقاً للسنة النبوية، يجب عليك الاستمرار في وصل هؤلاء الأقارب بإحسان، حتى لو كانوا يؤذونك ويقطعونك. يقول الحديث النبوي: "لَئِن كُنْتَ كَمَا قُلتَ فَكَأَنَّمَا تُسِفُّهُمُ المَلَّ". وهذا يعني أن بإحسانك لهم سوف تخزيهم لأنهم لن يستطيعوا تحمل فضلك عليهم.
الشخص الذي يحسن إلى شخص آخر رغم سوء تصرفاته يكون قد فعل خيرا كبيرا، ولن يخسر شيئا بذلك. بدلاً من رد السيئة بالسيئة، يجب التحلي بالعقلانية والتحمل والصبر. بالنسبة لأختك التي ربما تكون هي مصدر المشكلة، حاول نصحها برفق وحكمة، واستعين على هذا الأمر بآخرين أقرب إليها. حافظ دائماً على احترام وتقدير والديك مهما كان الوضع، فالاحترام واجب تجاههما.
كما تنصح الفتوى أيضاً النساء بالتدخل في هذه القضايا بطريقة بناءة وداعمة، مثلك مثلاً. دعمي لزوجك مهم جدا لتشجعيه على الاستمرار في وصلة الرحم والإحسان للأهل. تذكروا قول الله عز وجل في القرآن الكريم: "ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم." (فصلت: 34-35)
وفي النهاية، تذكر دوماً أنه من المهم غرس المحبة بين أفراد المجتمع المسلم، واتقاء العداوة والبغضاء. الهجران والقطيعة بين المسلمين محرمة دينياً، وهناك الكثير من الآيات والأحاديث التي تدعو إلى الوحدة والتسامح. لذا، استمر في جهودك نحو المصالحة والحوار الهادئ لحل المشكلات بشكل سلمي.