يعتبر قراءة سورتي "الكافرون" و "الإخلاص" في ركعتي السنن قبل صلاتي الفجر والمغرب أمراً مشجعاً ومستحباً لدى المسلمين بناءً على أحاديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم. هذه السنة الروائية تثبت تاريخياً وتشهد عليها العديد من الأحاديث الصحيحة التي تؤكد على فعل الرسول نفسه لهذه الطريقة في الصلاة.
وفقاً لأحد الأحاديث، روى أبو هريرة رضي الله عنه: "(كان) النبي صلى الله عليه وسلم يقرا في ركعات الفجر 'قل يا أيها الكافرون' و'قل هو الله أحد')." كما ذكر ابن عمر رضي الله عنهما أيضاً: "(رأيت) النبي صلى الله عليه وسلم عشرين مرة يقرأ في الركعتين بعد المغرب والعصر، وفي الركعتين قبيل الفجر..."
هذه العادة لها حكمة واضحة. فهذان الآيتان تحتويان على أساسيات العقيدة الإسلامية، حيث تجمع بين نوعين رئيسيين من التوحيد: توحيد الربوبية والعبادة، مما يمثل نهاية يوم جديد وبداية يوم جديد بطريقة متكاملة روحياً.
ومن ثم، فإن اختيار سورة "الكافرون" لتوحيد العبادة و"قل هو الله أحد" لتوضيح جوانب مختلفة من توحيد الربوبية ليس مجرد صدفة؛ إنه قرار مدروس يعكس أهميتهما. وهكذا، أصبح أداء هذين النوعين من الأدعية جزءاً محبذاً ومتبعاً من عبادة الفرد اليومية عند دخوله وخروجه من يومه.
وقد أكدت مختلف المصادر الفقهية مثل "المغني"، "مغني المحتاج"، و"الفتاوى الفقهية الكبرى"، بالإضافة إلى موسوعة فقهية شاملة، جميعها تدعم هذا الاستحباب لقراءة هاتين السورتين خلال أداء السنة قبل الصلاة الرئيسية. ومع ذلك، هناك نقطة يجب التأكيد عليها وهي أن الأمر هنا يرجع للاستحباب وليس الإلزام، إذ يمكن للمؤمن الاختيار بحرية ما يناسبه من سور أخرى أيضًا.
