هل مشاهدة الصور والتلفزيون جائزة أم أنها تعتبر منكر ينبغي إنكاره؟

بعد بحث مستفيض وتدقيق معمق في الفتاوى الإسلامية، تبين أن هناك خلافًا بين العلماء حول مدى مشروعية التصوير الفوتوغرافي بشكل عام. ومع ذلك، فإن العديد من

بعد بحث مستفيض وتدقيق معمق في الفتاوى الإسلامية، تبين أن هناك خلافًا بين العلماء حول مدى مشروعية التصوير الفوتوغرافي بشكل عام. ومع ذلك، فإن العديد من العلماء البارزين، بما في ذلك الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله- واللجنة الدائمة للإفتاء، اتفقوا على حرمة التصوير الفوتوغرافي بجميع أنواعه، باستثناء الحالات الضرورية أو المفيدة.

بالنسبة لموضوع الإشكال المطروح هنا، وهو مشاهدتك للصور والتلفزيون، فقد أبرز العلماء تفسيراً منطقياً لهذا الأمر. وفقاً لهذه الفتوى، يمكن تقسيم صور وشرائط الفيديو إلى قسمين:

القسم الأول: الصور والشرائط التي ليس لها شكل مادي قابل للملاحظة ("منظر" أو "مشاهدة")، وهي عبارة عن موجات كهرومغناطيسية فقط. في هذه الحالة، فهي ليست محكومة بالحكم الشرعي المرتبط بالتصوير التقليدي. ولذلك، فإن بعض العلماء المعارضين للتصوير الرقمي قد شرعوا استخدام الشرائط المرئية وغيرها من الطرق المشابهة.

القسم الثاني: الصور الثابتة المكتوبة على ورق أو أي وسائط مادية أخرى ذات مظاهر مرئية. ويطبق عليها نفس الأحكام المتعلقة بغرض التصوير الأصلي؛ فعلى سبيل المثال، لو كنت تستخدم هذه الصور لغاية محرمة أو للاستمتاع بها -وهي غالبًا ما تكون محرمة أيضًا-. أما عندما يتم استخدامها لأهداف واجبة (مثل توثيق الأحداث المهمة) أو ضرورية (للتمييز بين أفراد)، فلا مانع فيها بشرط عدم الانشغال عنها لما هو أهم من عبادة وقراءة القرآن الكريم وما إليهما.

ختاماً، بالنسبة لتساؤلك حول كيفية الجمع بين حرمانية التصوير من جهة ورؤية تلك الصور ضمن الشرائط الفيديوهات من جانب آخر، قدم الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله تعالى- توجيه هام: "إذا أراد الشخص تصوير شيء مباح"، حيث يُطبق عليه خمس حالات مختلفة بناءً على نيته ونظرته للغرض منها:

1. التحريم إذا تعلق النية بدافع مخالف للشريعة.

2. التأجيل إذا أدى التصوير لتحويل الانتباه خلال الصلاة أو الأدعية المستجابة.

3. الواجب الاستحبابي إذا تم استخدامه تثبيت الحقوق والمآخذ القانونية للجرائم والقضايا الأخرى كذلك.

4. الفرضية المؤقتة أثناء تأملات الذهن في الأمور التربوية والدينية.

5. الحلول الكامل عند تحقيق أغراض راقية كالتربية الاجتماعية وتعزيز الأخلاق الحميدة عبر السينما والأعمال التعليمية النافعة وغيرها مما يحقق الخير العام والنفع العام للأمة الإسلامية جمعاء."

وبهذه الطريقة، يتمكن الأفراد اختيار واستخدام وسائل الإعلام المختلفة بعناية واحتراس شديدين مع مراعاة جميع جوانب الشريعة الغراء لاتباع نهج وسط معتدل صادق أمام الرب جل وعلى يوم القيامة نسأل الله سبحانه وتعالى حسن الجزاء والثواب لمن عمل صالح الأعمال بكل صدق وإخلاص ديني أصيل قبل الرحيل عنه إلى دار القرار المقدسة لدينه الإسلام المجيد!


الفقيه أبو محمد

17997 Blog postovi

Komentari