في حين أن العلاقات الاجتماعية والقرباء هما من أهم عوامل الحياة المجتمعية، إلا أنه يجب دائمًا الرجوع إلى المصدر الأول والأمثل للحكم - القرآن الكريم والسنة النبوية. العادة التي تناولتها، والتي تتضمن عدم تأخر الأفراد بعد حضور الجنازة أو التعزية بسبب "الرعاية"، ليست مستمدة بشكل واضح من الأحكام الدينية.
هذه العادة تبدو أنها تنبع من العادات الثقافية المحلية وليست جزءاً أساسياً من التوجيهات الإسلامية. بناءً على هذا، لا يوجد أساس شرعي لهذه العادة كما حددته النصوص الدينية. يمكن اعتبارها نوعاً من التحديات الاجتماعية التي قد تحتاج إلى إعادة النظر فيها.
الإسلام يشجع بشدة على صلة الرحم والمحافظة عليها. هنا، نجد تناقضا ضمنيًا؛ بينما يتم احترام شعائر الجنائز والمعزين، فإن التقليل من التواصل الاجتماعي مع الأقارب الآخرين خلال نفس الفترة الزمنية قد يؤدي إلى مشاعر سلبية مثل الإحراج والتوتر داخل المجتمع نفسه.
التقاليد والعادات في الإسلام دائماً خاضعة للتطبيق الشرعي. إذا أدت أي عادة إلى الإساءة للمبادئ الإسلامية الرئيسية أو التسبب في خلافات اجتماعية، فهي بحاجة إلى مراجعة. وفي العديد من الأمثلة التاريخية والفقهية، أكدت كبرى الشخصيات الإسلامية مدى أهمية الانصياع للقانون الطبيعي للدين مقابل العادات الشخصية.
إذا كنت تعاني شخصياً أو مجتمعياً من هذه العادة، فالخطوة الأولى هي فهم السياق الإسلامي له. الأعراف الاجتماعية يمكن تعديلها بالتدرج وفقاً لما يسمح به الإسلام ويتماشى معه. ولكن يجب القيام بذلك بحذر وحكمة لتجنب أي سوء فهم محتمَل وتوفير حلول سلسة ومتوافقة دينياً.
في النهاية، الغاية من هذه الفتوى هي التشديد على أن الاعتقاد بأن بعض العادات هي أمر مقدس خارج نطاق القانون الإسلامي ليس صحيحا. ويمكن التغيير نحو أفضل عندما يصبح المقصود هو تحقيق الوحدة والمصالحة بدلاً من الاستمرار في تلك العادات فقط لأنها طويلة الأمد.