في البداية، نسأل الله القدير أن يُبعد عنك الخطايا والشيطان، وأن يفتح قلبك للتوبة النصوح. إن باب الرحمة والدعوة متاح دائمًا أمامكم للإقبال على الله سبحانه وتعالى، كما أخبرنا القرآن الكريم: "قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا".
أختي العزيزة، قرار الخروج من بيت والديك والسفر إلى أرض الكفر ليس سهلاً ولا محموداً. فالقرآن يحذر المسلمين دائماً ضد الانجذاب نحو آفات الغرب ومغريات الضلال. هناك العديد من الشبهات والشهوات التي تهدد الثبات الديني في أي مكان، ولكن في بيئة غير مسلمة مثل بلدك الحالي، فهي مغوية بشكل خاص. لذا يجب عليك البحث عن حل لأوضاعك الآنية.
قد تكون هناك عوامل دفعت أهل بيتك لاتخاذ موقف سلبي تجاه زواج محتمل من قبلهم. ابحث عنها وحددي ماهيتها لإجراء تصحيح مناسب لها. فقط عبر التعامل الفعال مع المشكلة الأساسية يمكن إعادة التواصل بينكما مرة أخرى.
أما بالنسبة للتائب والمقبول توبته، فهو كالذي لم يخطئ أبداً نظراً لقوة عزمه على عدم العودة لهذا الطريق الضيق مجدداً. يقول الرسول محمد صلى الله عليه وسلم: "التائب من الذنب كمن لا ذنب له". فأنت اليوم أمام فرصة ذهبية لبناء حياة جديدة مليئة بالإيمان والإحسان والأمل.
إن قبول التوبة بإخلاص واستمرار العمل الصالح هما مفتاح دخول جنات الفردوس ويوم القيامة حسبما ورد في كتاب الله الكريم: "...ومن تاب وآمن وعمل صالحا فأولئك يدخلون الجنة...".
وفي النهاية، انتهاز الفرصة المتاحة للزواج برجل صالح هو أفضل طريق لحماية نفسك من الوقوع فريسة للمغريات المحرمة خارج إطار الأسرة المسلمة. فتوجه الدعوات للسماء طلبا للتوفيق واتخذ القرار فورياً بعودتك الطيبة إلى حضن حميمتك وسعادتك الزوجية القادمة بإذن الله.