في الإسلام، الأحكام المتعلقة بتطبيق القوانين أو العمل بها تعتبر مهمة للغاية. وفقاً للقرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، فإن الاحتكام إلى القوانين الوضعية المخالفة للشريعة الإسلامية ليس جائزاً، ولا ينبغي العمل بها بين الناس. يقول الله تعالى في سورتي المائدة والأحزاب: "أفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ"، كما نهانا عن اتباع الهوى والبقاء على طاعة أحكام الله وحده.
ومع ذلك، هناك حالات ضرورية قد تجبر المسلم على التعامل مع القوانين الوضعية لدفع الظلم واستعادة حقوقه. ولكن يجب توافر عدة شروط لهذه الحالة الاستثنائية: أولها عدم القدرة على الحصول على الحق إلا عبر تلك الوسيلة، وثانيها كره المرء لهذا التحاكم وعدم رضاه عنه، وأخيراً عدم أخذ المزيد مما هو مستحق قانونياً.
على سبيل المثال، عندما يسأل شخص مسلم عما إذا كان جائزاً التحاكم إلى القضاء الأمريكي لحالات مثل الطلاق والشراكة التجارية، الجواب سيكون بالنفي إلا تحت ظرف الضرورة القصوى وعند غياب المحاكم الشرعية. أما بالنسبة لمن يعمل كمستشار قانوني أو محامٍ، فهو حلال إذا كانت نيته هي الدفاع عن الحق والحفاظ عليه بما يتماشى مع تعاليم الدين الإسلامي. أما إن قصد استخدام مهاراته لتحقيق مكاسب شخصية غير مشروعة أو نشر الفوضى والقانون الغير موافق لما جاء به القرآن والسنة، هنا تصبح الأمور ممنوعة وبشدة لأن فيها انتهاكا واضحا لأوامر الله ورفع للأحكام البشرية فوق حكم الخالق سبحانه وتعالى.
وفي النهاية، يبقى الواجب الأخلاقي والإسلامي واضحاً وهو التمسك بحقوقنا بطرق حسنة وشريفة ضمن حدود ديننا الحنيف ودون مخالفته بأي شكل من الأشكال.