الحمد لله! عندما يسعى الإنسان نحو طريق المعاصي ويبتعد عن التقوى، فقد يخسر كل شيء. مثلما حدث لصديقك الذي ابتعد عن طريق الحق بسبب غفلته وتراخي زوجه عن المحارم. وهذا التساهل جعله فريسة سهلة لإيقاعه في جريمة أكبر وهي الإجهاض. وقد جاء حكم الشرع واضحا بأن من يحترم حدود الله سيجد مخارجا ومراحا. ولكن لمن يتجه نحو الغواية والمعصية لن ينجو منها بسهولة.
تذكّر أن التوبة ليست مجرد قرار شفهي فقط، بل هي عملية تتطلب ثلاث خطوات أساسية لتكون كاملة وقابلة للمقبولية لدى الله سبحانه وتعالى:
1. الندم الشديد على ما مضى
هذا يعني الشعور بالحزن والأسف على ارتكاب الذنب والحفاظ على وعد بعدم تكراره مرة أخرى.
2. قطع جميع العلاقات المؤدية للمعاصي فورياً
وفي حالة صديقك، يجب عليه قطع أي روابط مع تلك المرأة الفاسدة تماماً. ولا يمكن تصور شخص صادق يرغب في رؤية ابنتها تعيش مثله تحت رحمة خاطئ آخر. لذا فالقطع الكامل ضروري للتوبة القوية والصحيحة.
3. اليقين التام بعدم الرجوع للمعصية والاستعداد للاستقامة بشكل كامل
وهنا يأتي دور الاعتراف الحقيقي بأنه بدون رضا الله ورعايته، ستظل الحياة بلا هدف وبلا طاقة للحفاظ عليها. لذلك، يحتاج المرء لتحمل مسؤولياته تجاه ربه وخلق جديد صالح مبني على أساس صحيح يتمثل في ترك الأعمال المنكرة والعودة لعادات الدين الإسلامي النقية التي تشمل أداء الفرائض كالصلوات وانتظام حضور مجالس العلم وإعطاء الصدقات وغيرها الكثير مما يقوي الروح والقلب للإنسان ويعيد بناء الثقة بالنفس مرة أخرى أمام نفسه ومبدعه الواحد الأحد جلّ جلاله.
ختاما، دعونا نتذكر دائما قول رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم "كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون". حتى ولو وقع الشخص في مواقف صعبة كهذه، تبقى أبواب الرحمة مفتوحة أمامه حين يستعيد الطريق المستقيم ويتبع نهج الرشاد طريق الاستقامة والتوبة النصوح بإذن الله تعالى.