في الإسلام، موضوع خطبة المرأة المتزوجة سابقًا -وخاصة خلال فترة العدة التي تتبع الطلاق- محاط بتعاليم دقيقة تحددها النصوص القرآنية والسنة النبوية. وفقًا لهذه التعليمات الدقيقة، هناك فرق واضح بين "التصريح" و"التعريض".
التصريح: يشير إلى الكلام الواضح والمباشر الذي يدل بنسبة كبيرة جدا على نية الزواج. مثل قول الشخص للمرأة: إذا انتهت عدتك، سوف أتقدم لخطبتك. هذا النوع من التصريح محرم تماما بالنسبة للمرأة في حالة كونها في فترة عدتها بعد طلاق رجعي، وذلك بناءً على الآيات القرآنية التي تعتبر الزوج مطلقا رجعة مازال مرتبط بها قانونيا حتى انتهاء الفترة المعينة.
التعريض: يتعلق بكلمات ليست واضحة بشكل كامل وتحتفظ بإمكانية أخرى غير النكاح. قد يكون الأمر عبارة عن ذكر اهتمام شخص ما بالزواج عموما، دون الإشارة مباشرة إلى تلك المرأة. وهذا النوع من الخطبة يسمح به عندما تكون المرأة في حالة عدم انتظار الرجوع إليها مرة أخرى بعد طلاق نهائي (ثلاث مرات)، أو في حالة وفاة زوجها السابق. حيث يؤكد القرآن الكريم في سورة البقرة الآيتان ٢٣٥٢٣٦ أنه ليس عليكم حرمان فيما عرضتم به من خطبة النساء، ولكن يجب الانتباه هنا بأن السرعة بعقد القران إلا بعد انتهاء مدة العدة أمر ضروري لتجنب سوء الظن والتأكيد على احترام حق الزوج الأول. كما شددت آية أخرى من نفس السورة (الأية ١٧٤) على أهمية الصدق والأمانة وعدم الغش أو الخداع عند اقتراح مثل هذه العلاقات المحتملة قبل انتهاء العدة رسميًا.
وفي النهاية، فإن المفتاح يكمن في فهم الفرق الدقيق بين التصريح والتعريض والحفاظ على الاحترام الكامل للقوانين الإسلامية والمعايير الأخلاقية المرتبطة بهذا الموضوع الحساس للغاية.