استكشاف أعماق الفضاء: رحلة عبر تاريخ وكالة ناسا وكشوفاتها العلمية البارزة.

تُعدّ وكالة ناسا الأمريكية للفضاء، التي تُعتبر رائدة عالميًا في مجال استكشاف الفضاء الخارجي، حافلّة بتاريخ غني ومليء بالانجازات الرائعة. تأسست الوكالة

تُعدّ وكالة ناسا الأمريكية للفضاء، التي تُعتبر رائدة عالميًا في مجال استكشاف الفضاء الخارجي، حافلّة بتاريخ غني ومليء بالانجازات الرائعة. تأسست الوكالة عام ١٩٥٨ كجزء من الإدارة الوطنية للملاحة الجوية والفضاء (NASA)، وهي خاضعة حالياً لرئاسة مجلس الشيوخ الأمريكي وإشرافه. منذ إنشائها وحتى يومنا الحالي، حققت "ناسا" العديد من النجاحات التي ساهمت بشكل كبير في زيادة فهم الإنسان للعالم الطبيعي والشؤون الفلكية.

في بداية التحضيرات للحرب العالمية الثانية، أسست الولايات المتحدة أول محطة فضائية تجريبية كانت تسمى V2 والتي نجحت بإطلاق صاروخ بعيد المدى ليصل مداره الارضى الصغير. ولكن كان ذلك مجرد مقدمة لما سيأتي لاحقا عندما تم إطلاق مشروع ميركوري عام ١961 والذي يهدف لإرسال رواد فضاء أمريكيين لأول مرة حول الأرض ضمن برنامج أبولو الشهير الذي انتهى بنجاح بوصول البشر لأول مرة للقمر خلال مهمته الخامسة عشر عام ١۹۷۲ . وقد شكلت هذه اللحظة نقطة تحول هائلة في تاريخ رحلات الفضاء الإنسانية وكانت شهادة عظمة العقل والإرادة البشرية معاً.

كما قامت وكالة ناسا باستكشاف النظام الشمسي بمجموعة متنوعة من المركبات الآلية مثل فويager 1&2 وجاليليو وفينيرا وغيرها الكثير مما زادت معرفتنا عن الكواكب الأخرى وتكوين نظامنا الشمسي كوحدة واحدة مترابطة بدلاً من اعتبار كل كوكب حالة فريدة بذاته. بالإضافة لذلك فقد أدى برنامج ستارتكس الناجح الى اكتساب معلومات جديدة حول البيئة القاسية لكوكب الزهرة وعلاقته بالنظام الشمسي الأكبر بينما توفرت المزيد من البيانات حول الطبقات الخارجية الغامضة للغلاف الجوي للأرض نتيجة الاستخدام المتواصل لمسبارات جونو وآركيس حتى وقت قريب جدا.

ومن بين الاكتشافات الأكثر تأثيرًا والتطورات التقنية الهامة تلك المتعلقة برصد اضطراب طاقة الشمس وبالتالي الأحوال الجوية البعيدة داخل المجرة وذلك باستخدام محطة سيرنر بالأشعة فوق البنفسجية والأدوات الحديثة المستخدمة فيها حديثًا؛ كذلك فإن دراسات الفيزياء الفلكية تستعين الآن بخرائط ثلاثية الأبعاد مبنية بناءً علي صور فوتوغرافيه ملتقطة بواسطة مرصد تشاندرا بالأشعة السينية لمعرفة طبيعة الثقوب السوداء ونقاط الانبعاث داخل مجرتنا درب التبانة ومعلومات أخرى مفصلة تتعلق بالمادة المضادة وغير المرئية أيضا!

وفي ذات الوقت تسابق العلماء والمختصون لتفسير تقلبات الطقس وحماية العالم ضد التأثيرات الضارة المحتملة لجسيمات الطاقة العالية المنتشرة بسبب الرياح الشمسية المستمرة ودراسة الظواهر المكانيكية المعقدة لهذه الرواسب الذرية عالية السرعة أثناء مرورها بحقول مغناطيسي أرضنا الحامية للدفاع عنها حسب التصميم الأصلي لها وهو أمرٌ يلعب دور حيوي فيما نسمعه اليوم بشأن الهندسة المناخية وحلول تغير المناخ المرتبط ارتباط مباشر بهذه السياقات الخاصة بالعلاقات المتبادلة بين عناصر مختلفة تشكل بيئتينا الواحدة المشتركة ! لذلك تعد جهود علماء ومهندسين NASA مصدر إلهام دائم لاستخلاص الدروس والعبرة منها للاستمرار بالإبداع والابتكار نحو مستقبل مليء بالتحديات لكن ممتلئ أيضًا بالأمل بنفع علوم الفضاء للإنسانية جمعاء.


عاشق العلم

18896 مدونة المشاركات

التعليقات