في حال حصل شخص على إجازة باستخدام الكذب بشأن توجهه لأداء عمرة زائدة، بينما ليس لديه أي نية حقيقية للسفر، فإن هذا التصرف يعد محرمًا شرعًا. إن الحصول على راتب مقابل فترة غير مستحقة نتيجة لذلك الغش يعتبر "سحتا"، وهو نوع من الأموال التي تحرم ملكيتها ومباشرتها لأنها جاءت بطريقة غير مشروعة. الإسلام يشجع دائماً على الصدق والأمانة في جميع التعاملات اليومية والحياة العملية بشكل خاص.
الصلاة والصوم اللذان يقوم بها الشخص خلال تلك الفترة تبقى صحيحة شكلاً، ولكن هاتين العبادتين قد تتأثران بمصدرهما النفسي والمعنوي بسبب ارتكاب المحرمات مثل الكذب. فالوضعية الدينية للفرد تعتمد أيضاً على مدى امتثاله لأوامر الدين وتجنبه للمحرمات. يقول القرآن الكريم: "وأقيموا الصلاة فإن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر" [العنكبوت: 45]. ومعنى ذلك أن الصلاة يجب أن تساعد المؤمن على تجنب الرذيلة وسوء الأدب وليس مجرد أدائها بدون التأثير عليها دينياً وعقلياً.
كما ورد في الحديث النبوي الشريف: "من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة أن يدع طعامه وشرابه". هنا، يُشير الحديث إلى أهمية ترك أعمال مذمومة مثل الكذب حتى تكون عبادة الصائم ذات قيمة وجديرة بالتقدير عند الله عز وجل. كما أكدت العديد من التفاسير الإسلامية لهذا الحديث على أن الأعمال الصالحة تعلو وتتقبل فقط عندما يكون القلب نظيفاً وخاليًا من المخالفات الشرعية.
الأعمال مثل الكذب والخيانة والممارسات الأخرى المحرمة تشوه جمال وتقدم العمل الأصلي الذي يتم تقديمه لله سبحانه وتعالى. ولذلك، يجب على المسلم الذي وقع تحت تأثير الخطيئة أن يسارع بالتوبة والاستقامة مرة أخرى نحو الطريق المستقيم وفقًا لقواعد الدين الإسلامي.