في شهر رمضان المبارك، قد تواجه بعض النساء مشاكل صحية مثل الحمل والصحة العامة التي تتطلب الرعاية الخاصة أثناء الوضوء والاغتسال. وفي حالة عدم توفر حمّام مناسب في المنزل بسبب ظروف خاصة كالبرد مثلاً، قد يكون لدى المرأة المسلمة تساؤلات حول ما إذا كانت بإمكانها استخدام الحمّام العام (الحمام الشعبي). إليك الإجابة الدقيقة لهذه القضية الهامة:
وفقاً للشريعة الإسلامية، فإن أداء الطاعات والحفاظ عليها أمر مهم للغاية. وقد ورد حديث نبوي يشدد على أهمية اغتسال الزوجات داخل المنازل بدلاً من الاستفادة من الخدمات الخارجية غير الآمنة عند الغرباء. يقول النبي محمد صلى الله عليه وسلم بحسب الترمذي: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدخل حلٍيلته الحمام". ولكن هناك استثناءات للأحوال الضرورية. إذا تعذرت عملية الغسيل في المنزل بسبب الظروف الصحية الخاصة للحمل وما شابه، ورغم محاولتها للغسيل في مكان خاص بالبيت، إلا أنه يبقى خيار ذهابها إلى أحد الحمَّامات المجتمعية بشرط اتخاذ الاحتياطات اللازمة واستخدام ملابس واسعة ومسترة تحافظ على سترها وعفافها قدر المستطاع. كما ينصح العلماء بأن تكون هذه الزيارات متباعدة ولا تصبح عادة مستمرة طالما وجدت البدائل المتاحة والتي تضمن سلامتهم وسلوكهم وفق التعاليم الدينية. لذلك، يجب الحرص والتقييد بنطاق الضرورة فقط فيما يتعلق بهذه التصرفات خارج البيوت المحرمة شرعا حتى تلك المرتبطة بالعادات اليومية اليومية كالتنظيف الشخصي وغيرها الكثير مما يقصد منه تجنب الاختلاء بين الرجال والأجنبيات بغرض الدنيوية منها ومن غير ذلك.
وفي نهاية المطاف، يستند القرار النهائي بشأن حرية اختيار المكان الأنسب لتلك العمليات الشخصية لرغبة ودراسة حال كل فرد بناءً على فهم شامل لحكم الفقهاء وقواعد الدين عموما وبالتالي التأكد التام بأنه لا مخالف لشرائع الله سبحانه وتعالى سواء خلال فترة الشهر الكريم أم باقي أيام السنة الأخرى حيث يشترط دائما الامتناع عن ارتكاب المنكرات واتقاء مواقع الخلوة مع جنس آخر ممنوع ارتباط آدمياً وإبعاد جميع مظاهر الفاحشة مهما اختلفت أشكالها وصفاتها ولو اقترن بها سبب مشروع ظاهر للمتعارف عليه اجتماعيا وليس مقيدا بسنة القديسين والملائكة الذين هم أهل التقوى وخالصة أعمالهم لطاعة مليك الملوك جل شأنه عز وجل.