الحمد لله الذي شرع لنا ديناً مبيناً، حيث هدانا إلى طريق الحق والصواب. عندما تواجه تحديات في مسارك نحو بناء عائلة، من المهم الاعتماد على تعاليم الدين الإسلامي. بالنسبة لسؤالك حول مشكلة خاطبتك التي لديها نظرة سلبية تجاه طبيعة الحياة الزوجية، دعنا نناقش هذا الأمر بفهم عميق واحترام للقوانين الإلهية.
يحظر الإسلام بشدة تحريم أي شيء أباحه الله لعباده. يقول القرآن الكريم: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ". إن وصف علاقة الزوجين بأنها سلبيّة أو غير صحّيّة يعد اعتقادًا مضللًا ومخالفًا لما جاء في الكتاب والسنة. فهذه العلاقات هي جزء أساسي من حياة الإنسان وأحد الوسائل الرئيسية لاستمرار النوع الإنساني كما أكدت بذلك الآية الكريمة: "وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً". بالإضافة إلى ذلك، تشجعنا سنة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم على الزواج بغرض تحقيق الفائدة والمصلحة العامة للأمة الإسلامية.
إذا فرض أحد الطرفين - سواء كان هو أو ولي أمر الأنثى - شرطًا يتعارض مع جوهر الزواج الطبيعي والاستمتاع المشروع بين الزوجين، كالامتناع الكامل عن المعاشرة الزوجية، فإن هذا الشرط يعتبر باطلاً وضاراً بالمصلحة الأصلية للعقد. يشرح علماء الدين طرق التعامل المختلفة لهذه الحالة بحسب المذاهب الفقهية المختلفة؛ ولكن بشكل عام، يوافق الجميع على عدم قبول هذا الشرط وعدم سموه لإتمام عملية الزفاف. وفي حالة حدوث ذلك، يجب توضيح الأمر للمخطوبة وتعليمها حدود الأحكام الشرعية وفق النصوص المقدسة والقواعد المرعية.
من الجدير ذكره هنا أيضًا أنه بالنسبة للسلوك الاجتماعي أثناء فترة الخطبة، يكون الخاطب غريبًا عن المخطوب للأنثى ويتعين عليه احترام خصوصيتها وحفظ حدوده قدر المستطاع حتى يتم عقد القران رسميًا بما يحقق رضوان الله عز وجل وطاعة رسوله الكريم.
ختامًا، نسأل الله التوفيق لكل مسلم ومستشير لتطبيق تعاليمه بتفهم والتزام، ونترك القرار النهائي بشأن مستقبل هذه العلاقة لمن هم أهل الاختصاص والفقه بالسنة المطهرة وقواعد التشريع الإسلامي الرباني الرحيم بنا جميعا.