في أعماق الكون المترامية الأطراف، تكمن قصص مذهلة حول مجرة درب التبانة - موطن نظامنا الشمسي وكل ما نعرفه ونعتقد أنه موجود خارج كوكب الأرض. هذه المجرة الدوارة العملاقة هي شريان الحياة لعلم الفلك الحديث ودراسة الفيزياء الفلكية، حيث تقدم لنا لمحة عن تطور الأكوان وفضاءات متعددة قد تحتوي حياة غير معروفة حتى الآن.
تتألف مجرة درب التبانة بشكل أساسي من النجوم الغازية والغبار، والتي تدور جميعها حول مركز مشترك بسرعة هائلة تقدر بحوالي 220 كيلومتر/ثانية. ويبلغ قطرها حوالي ١٠٠ ألف سنة ضوئية (حوالي مليون مليار كيلومتراً)، بينما يقدر طولها بنحو ٢٠٠ ألف سنة ضوئية باتجاه القطبين المغناطيسيين للمجرة. وهذا يعني أن الضوء يستغرق قرابة قرنٍ من الزمن ليقطع المسافة بين حوافها الخارجية وحلقاتها الداخلية.
على الرغم من حجمها الكبير بالمقاييس البشرية، فإن مكاننا داخل مجرتنا ليس مركزيًا بالضرورة؛ فنحن نسير ضمن ذراع حلزونيه تعرف بذراع أوريون، وهي منطقة تمتد لأكثر من ٢٥ ألف سنة ضوئية وتضم عدداً هائلاً من النجوم والشمس جزءٌ منها فقط. وعلى مسافة تبعد عنا نحو ٢٦ ألف سنة ضوئية، يوجد قلب المجرة الذي يُشكل مصدر جذب كبير للأبحاث العلمية بسبب كثافته العالية ومحتواه الوفير للنجوم السوداء والثقوب السوداء العملاقة التي تُفرِض سيطرتها بالقرب منه.
وتضيف الدراسات الحديثة رؤى جديدة فيما يتعلق بمدى عمر مجرتنا بما يتجاوز تقديرات علماء سابقين سابقين الذين كانوا يعتبرونه طفلًا صغير السن بالنسبة لجسامته الحقيقية نسبياً! يشير بعض الخبراء حاليا لتقديرات تتخطى بكثير اثنين وعشرين مليارا ومائة وخمسين عاما منذ ولادتها الأوليه الأولى خلال المرحلة العصر الذهبي للعلم والتكنولوجيا المعروف باسم "العصور الوسطى". ويتوقع هؤلاء الباحثون أنه ربما لا تزال هناك مراحل تطوير كبيرة قادمة للمجرة مع مرور الوقت مستقبليًا.
إن فهم طبيعة وجودنا ومعرفة المزيدعن تاريخ نشأة عالمنا واسباب استمرار دوران نجومه وفق نظريات محكمة تبدوا وكأنها ميراث روحي ورقي يحمل رسالة سماوية واضحه للحاضر والمستقبل المشترك للإنسانية جمعاء...