مقال: حكم القيء العرضي أثناء الصيام في شهر رمضان

إذا كنت مصيماً في شهر رمضان المبارك واستفرغت ما تناولته طعاماً خلال النهار دون قصد، فهذا لا يؤثر على صحتك الصيامية. وفقاً للشريعة الإسلامية، فإن القيء

إذا كنت مصيماً في شهر رمضان المبارك واستفرغت ما تناولته طعاماً خلال النهار دون قصد، فهذا لا يؤثر على صحتك الصيامية. وفقاً للشريعة الإسلامية، فإن القيء الذي يحدث بدون تعمد لا يبطل الصوم. هذا مذكور في السنة النبوية الشريفة حيث يقول الرسول صلى الله عليه وسلم "من ذره القيء -أي غلبه- ليس عليه قضاء".

في هذه الحالة، تعتبر حالة الاستفراغ عرضية وغير متعمدة، وبالتالي فهي لا تلغي صيامك. أما لو قمت بالاستلقاء لتستفرغ بشكل متعمد، فسيكون لذلك تأثير مختلف. إذن، سواء أكملت صيامك بعد الحدث الغير مخطط له أم لم تفعل، يبقى صيامك صحيحاً ومقبولاً عند الله تعالى.

هذا القرار المستند إلى الأدلة الدينية هو إجماع لدى الفقهاء والمختصين في الدين الإسلامي. وقد أوضح سماحة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله أنه عندما يكون الشخص تحت تأثير القيء وليس بإمكانه التحكم فيه (كالذي يستطيع الوقاية منه)، فإن هذا الأمر لن يبطل صومه.

لتوضيح الأمور بشكل أكبر، يُعتبر التعمد أمرًا أساسيًا هنا. إذا شعرت بتشنجات المعدة ونزل محتواها دون تحكم من جانبك، فهو ليس مؤثراً لصحة صومك. ولكن إذا حاولت القيام بعملية التخلص من الطعام داخل جسمك بكيفية متعمدة وقصدية، حينئذٍ سيدخل الأمر ضمن نطاق الأفطار ويجب عليك الإمساك وإعادة الصيام لاحقاً.

بشكل عام، يمكن اعتبار قضية القيء العرضي مسألة بسيطة وطمأنينة لجميع المسلمين الذين يعيشون الحياة اليومية المعتادة أثناء الشهر الكريم دون الخوف من بطلان أعمالهم الصالحة بسبب أحداث غير متحكمة بها مثل حالات المرض والاستفاقة المفاجئة وغيرها مما يوجد خارج نطاق الرعاية البشرية المباشرة والسيطرة عليها كلياً.


الفقيه أبو محمد

17997 مدونة المشاركات

التعليقات