الحمد لله، الأجهزة المسموعة والمرئية مثل التلفزيون والفيديو يمكن استخدامها في أمور مباحة أو محرمة، مثل مشاهدة صور النساء الكاسيات العاريات أو استماع المعازف. لذلك، لا يجوز تصليح هذه الأجهزة لمن يُعرف أو يُشتبه في استخدامه لها في الحرام، وذلك تطبيقا لقول الله تعالى: "ولا تعاونوا على الإثم والعدوان" (المائدة: 2).

وقد سئلت اللجنة الدائمة للإفتاء عن موقف مهندس إلكترونيات يعمل في إصلاح هذه الأجهزة، فأجابت بأن يجب على المسلم الحرص على طيب كسبه، وأن يبحث عن عمل يكون الكسب فيه طيبا. أما الكسب من العمل الذي ذكرته فهو ليس طيبا، لأن هذه الأجهزة غالبا ما تستعمل في أمور محرمة.

إذا كنت ستختار من تصلح لهم أجهزتهم بحيث لا يكون في ذلك إعانة لهم على شيء محرم، فلا حرج عليك. ولكن إذا كنت ستصلح الأجهزة لكل من يأتي إليك، فلا يجوز ذلك لأن الغالب أن الناس يستعملون هذه الأجهزة في الحرام. لذلك، ينبغي أن تبحث عن عمل آخر تسلم فيه من الوقوع في الحرام أو الشبهة. ومن ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه، والرزق مكتوب مقسوم، فلا يحملنك استبطاؤه أن تطلبه بمعصية الله. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن روح القدس نفث في روعي أن نفسا لن تموت حتى تستكمل أجلها، وتستوعب رزقها، فاتقوا الله، وأجملوا في الطلب، ولا يحملن أحدكم استبطاء الرزق أن يطلبه بمعصية الله فإن الله تعالى لا ينال ما عنده إلا بطاعته". والله أعلم.