العلاقة بين الصحة النفسية والتغذية: دور النظام الغذائي المتوازن في تحسين الحالة الذهنية والصحة العامة

في عالم اليوم سريع الخطى والمعقد، يزداد الوعي حول تأثير تغذيتنا على صحتنا البدنية والعقلية بشكل ملحوظ. أثبتت الدراسات أن الاختيارات الغذائية يمكن أن ت

في عالم اليوم سريع الخطى والمعقد، يزداد الوعي حول تأثير تغذيتنا على صحتنا البدنية والعقلية بشكل ملحوظ. أثبتت الدراسات أن الاختيارات الغذائية يمكن أن تؤثر بشكل مباشر على مستويات الطاقة لدينا، وتحملنا للضغط، وحتى مزاجنا العام. وفي هذه المدونة، سنستكشف العلاقة المعقدة بين الصحة النفسية والتغذية، وكيف يمكن لنظام غذائي متوازن أن يحسن صحتهما معًا.

مقدمة

الصحة النفسية ليست مجرد غياب المرض؛ إنها حالة من العافية النفسية تسمح للأفراد بالتعامل مع الضغوطات الحياتية الطبيعية، العمل بفعالية والإنتاج، ومثمرة للعلاقات الاجتماعية. ولكن، كيف ترتبط هذه القضية بالنظام الغذائي؟ دراسة أجراها "مركز البحوث الصحية" (Health Research Centre) وجدت ارتباطا قويا بين ما نأكله ونشعر به عاطفيا وعقليا. توضح نتائج هذه الدراسة أنه حتى أقل تغييرات صغيرة في نظامنا الغذائي قد يكون لها تأثير كبير على صحتنا العقليّة.

التأثير البيولوجي للتغذية على الدماغ

الدماغ بحاجة لمواد مغذية متنوعة ليبقى يعمل بكفاءة. بعض الفيتامينات مثل B9 (الفولات)، B12 ،D ،E ،K تلعب أدوار حاسمة في دعم وظائفه الفسيولوجية المختلفة بما فيها إنتاج الناقلات العصبية التي تنظم المزاج والحالة الانفعالية للإنسان كالسيرتونين والدوبامين والنورادرينالين وغيرها. نقص هذه الفيتامينات يؤدي إلى اضطرابات نفسية مختلفة كالقلق والاكتئاب وحتى الخرف المرتبط بالتقدم بالعمر حسب نتائج بحث نشرته الجمعية الأمريكية لأمراض الأعصاب عام ٢٠١٨ م .

كما يحتوي الطعام أيضا على عناصر أخرى مهمة للدماغ منها الأحماض الدهنية الأساسية مثل أوميغا٣التي تساعد على تقليل خطر الأمراض التنكسية وأمراض الاكتئاب والأرق وذلك وفقاً لتحقيق حديث نشره مجلة "طب الأعصاب النفسي" Psychological Medicine Journal خلال شهر يوليو الماضي. لذلك فإن دمج المزيد من الأسماك والمكسرات والبقوليات وزيت الزيتون والخضروات الورقية في نظامكم الغذائي سيؤثر بإيجابية كبيرة على ذاكرتكم وصحتكم العقلية عموما.

علاقة المضادات المؤكسدة بالحالة النفسية

تشكل مضادات الأكسدة الواقي اللازم ضد الشوارد الحرة التي تتسبب بالأضرار الجينية والتي تعد سبب رئيسياً لتطور العديد من الأمراض الخطيرة بمختلف أنواعها بما فيها أمراض القلب وأنواع السرطان بالإضافة لألزهايمر والخرف المبكر نتيجة تلف خلايا المخ بسبب تلك العملية الطبيعية لبناء وتحلل المواد داخل جسم الإنسان مما يستدعي المحافظة عليها عبر تناول قدرٍ أكبر من الفاكهة الملونة والسبانخ والكركديه والشاي الأخضر الغني بالمكونات الصحيحة للحفاظ عليه.

مشاكل النوم واضطرابات الشهية

أخيراً وليس آخراً، فإن أحد أكثر الآثار بارزة لتغيير نمط الحياة نحو اتباع حمِيَّة أفضل هي تحسّن نوعيته أثناء فترة الراحة والاسترخاء كما تبينه بيانات منظمة الصحة العالمية WHO لسنة ٢۰۲۰ ميلادي بشأن الوقاية الفعّالة من كلٍ من insomnia أو الحرمان المنتظم لمدة تزيد عن ست ساعات يوميًا والذي يعد عاملاً مهماً لهشاشة النظريات المعرفية لدى الأشخاص المصابين بالاكتئاب تحديدا إذ يساهم استهلاك كميات مناسبة وبانتظام للمأكولات البحرية والفواكه المجففة وحبوب الصفراء الغنية بالسيلينيوم والسيلينيوم نفسه بأنه قادرٌ على تهدئة الجهاز العصبي المركزي نظريّا طبقا لما ذكرته إحدى مقالات موقع Mayo Clinic Health System بعنوان "الحفاظ علي وزن تنظيمي تحت مظلمة مرض السكري".

ختاما، يبدو واضحا الآن قوة الروابط الوثيقة بيْن الترفيه البدني والنفسي الذي تقدمه لنا طعامتنا إذا تم اختيارهبحكمة ودراسة دقيقة لصنع خيار ذكي لقائمة مشتريات اسبوعية مثلى لكل أفراد الاسرة تساهم جميعها فعليا برفاهتهم بدءا منذ الطفولة مرورآ بذروة عمر الشباب وانتهاء بربع قرن آخر بعد دخول الشيخوخة مرحلة التجربة الإنسانية النهائية ليصل المرء نهاية المطاف إلي نهاية رحلة حياة بلا شك مليئة بالإنجازات المستدامة سواء كانت نجاحاتها محلية فقط او دولية وشهدتها البشرية جمعاء أنها حققت إمكانيتها القصوى بواسطة اختبار بسيط أمام مرآتي الجسم والروح يدعى اسمهما مجتمعتين باسم واحد وهو : الصحة العامة!


عاشق العلم

18896 مدونة المشاركات

التعليقات