في الإسلام، سجود الشكر هو عبادة مخصوصة لشكر الله تعالى على فضله ونعمه التي منحها لنا. وفقًا للأحاديث والآراء الفقهية، يتم سجود الشكر فقط عند حصول نعمة متجددة أو تزيل نقمة موجودة. أما النعم المستمرة كالسمع والبصر، فهي نعم مستمرة لا تتوقف، ولذلك لا يشترط فيها سجود الشكر.
قال العلماء إن سجود الشكر أقيم عندما تكون هناك "نعمة ظاهرة" جديدة، سواء كانت خاصة بنا أو عامة للمسلمين. فقد ثبت في الحديث الذي رواه ابن المنذر عن أبي بكرة رضي الله عنه أنه كان النبي صلى الله عليه وسلم "إذا أتاه أمر سر به خر ساجدًا"، وفي رواية أخرى كما ذكر الترمذي أنها "حديث حسن غريب". وكان صحابة رسول الله يقومون بسجود الشكر في حالات مختلفة كتقديم الغائب أو تحقيق الانتصار على العدو.
وقد أكد علماء كابن القيم وابن عثيمين على أهمية عدم خلط النعم المستمرة بالنعم المتجددة. حيث ذكرا أن النعم المستمرة كثيرة جدًا لدرجة يصعب تعدادها، ومنها سلامة السمع والبصر والنطق والجسد والتمتع بالأكسجين وما إلى ذلك. ومع ذلك، فإن these نعم مستمرة يجب شكرها عبر الطاعة والصلاة وليس من خلال السجود الخاص.
على سبيل المثال، عندما يحدث حدث سعيد بشكل غير منتظر -مثل نجاح شخص ما في اختباره رغم مخاوفه- فهو دليل واضح على تجديد النعمة تستحق سجود الشكر. وكذلك الأمر بالنسبة لسماع خبر جيد بشأن المسلميـن أو تلقي بشرى بولادة طفل جديد. بينما حوادث مثل وقوع سيارة وإنقاذ حياة قائدها بسبب قدرة الله وحده تعتبر أيضًا من أمثلة لإزالة نِـــقم تستوجب تقديم الامتنان والسجود الشاكر.
خلاصة القول هي أن سجود الشكر موجه أساسًا نحو النعم الجديدة والمحددة الزمن والتي تحمل شعوراً خاصاً بالإنجاز والشكر لما قدمه الله لعباده المؤمنين لهم.