في ظل الحكم الشيوعي الدموي في بلغاريا، حيث تم منع التعاليم الإسلامية والقهر المستمر للمجتمع المسلم لأكثر من أربعة عقود، بدأت العديد من البلغاريات حياتهن بدون معرفة بأصول دينهن. هذه الفترة التاريخية التي فرضت فيها الحكومة غطاء ثقافياً ودينياً بغيضاً جعلت الكثير من المسلمات يجهلن أهمية العبادات والأركان الرئيسية للإسلام. ولكن رغم جميع العقبات والمعوقات، جاء الوقت حيث خرجت الشعلة الدينية من رماد الاستبداد وعادت الحياة إلى بيوت الله مرة أخرى.

ومن ثم، طرحت إحدى الأخوات السائل التالي: "هل عليَّ قضاء ما فاتني من صلاة وصيام؟". والإجابة تأتي بإيجاز واضح بناءً على التعاليم الإسلامية: لا يوجد عليكِ قضاء تلك العبادات التي لم تعرفي بها سابقاً بسبب ظروف خارجة عن سيطرتك.

يذكر الشيخ الإسلام ابن تيميّة أنه وفقاً لتعاليم القرآن الكريم (البقره:286)، "لا يكلف الله نفساً إلّا وسعها"، مما يعني أنه ليس هناك مسؤولية على الأفراد تجاه الواجبات التي لم يكونوا قادرين عليها أو كانوا تجهلونها. وبالتالي، فإن المسلمات اللواتي تربطن في ظل نظام شيوعي قاسٍ ومتشدد ضد الإسلام ليس لديهن أي التزام لقضاء الصلوات أو الصوم القديم.

والنصيحة هنا مهمة جداً وهي ضرورة البحث والتعلّم المتعمّقان للأحكام الدينية. التعليم الديني يشكل أساس الثقة بالنفس وقوة المجتمع المسلم. نسأل الله عز وجل أن يحمي قلوبنا بالإيمان ويسدد خطانا نحو الطريق المستقيم.