الحمد لله، إن علم ساعة القيامة هو من أسرار الخالق التي احتفظ بها لنفسه، حيث قال تعالى: "يسألونك عن الساعة أيان مرساها قل إنما علمها عند ربي لا يجليها لوقتها إلا هو ثقيلة في السماوات والأرض" (الأعراف: 187). وهذا يدل على أن تحديد موعد حدوث يوم الدين أمر محصور لدى الله وحده. ومع ذلك، فقد زودنا الله ببعض العلامات الدالة على قرب حلول الساعة، والتي تعتبر أيضًا جزءًا من الغيب الذي لا يمكن إدراكه إلا عبر تعليماته لنا. هذه العلامات مستمدة أساسًا من القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة فقط، وليس من الروايات الضعيفة أو الأخبار غير المؤكدة.
وفي حديث شريف رواه مسلم، طلب جبريل -عليه السلام- من النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- معرفة وقت قيام الساعة فأجاب نبي الإسلام قائلاً: "أنت عن ذلك أجهل". ومن هنا يتضح أهمية الاعتماد على النصوص الموثوقة عند الحديث حول علامات نهاية الزمان.
أما فيما يتعلق بالأحداث التي قد تتفق مع توقعات معينة حول علامات الساعة، فقد تكون مجرد صدفة تاريخية وليست دليلًا مؤكدًا عليها. لذلك، يجب على المسلمين التركيز على اتباع التعليمات الربانية والاستماع إلى الحقائق المعروفة بدلاً من الانشغال بالأوهام والتخمينات غير القائمة على أدلة دامغة. فعندما نتبع طرق التعلم الثابتة وتجنب الخطابات المتشككة والمضللة، نساهم في بناء مجتمع متماسك ومستنير.
والخلاصة أن فهم طبيعة الوقت المستقبلي لهذا العالم يرجع إلى علم غيبي خاص برب العالمين عز وجل؛ ولذلك يجب الالتزام بما جاء به الوحي الشريف لتحديد طريقتنا للإعداد لهذه اللحظة المحورية في التاريخ البشري.