يحظى موضوع "مصرفيات التوفير"، والتي تشمل التعامل مع دفاتر الادخار والصكوك المصرفية، باهتمام كبير نظرًا للتساؤلات المتعلقة بحلاليتها وحراميتها. بناءً على الأحكام الإسلامية، يُعتبر وضع الأموال في ما يعرف بدفتر التوفير غير جائز بسبب اعتباره نوعاً من القروض ذات الفائدة، وهي أمر محضور بالإجماع بين علماء المسلمين.
في جوهر هذه العملية، يكون القرض لفائدته متفقاً بشكل كامل مع تعريف الربا الذي أكدت عليه النصوص الدينية والعقلانية. يتمثل جانب القرض المفيد هنا في الحصول على نسبة ثابتة من رأس المال مضمونة بالإضافة لرأس المال نفسه مما يشابه تمامًا وصف ابن قدامة لهذا النوع من المعاملات بأنه "ربا".
اضافة الى ذلك، فإن طريقة عمل البريد حيث يقدم خدمات توفير ويتلقى أموال العملاء وينتج عنها مكاسب معروفة ومحددة يعد أيضاً عقد ربا جديد تقوم به هيئة البريد. لذلك يبقى الأمر واضحًا لدى جميع الأفراد الذين ينظرون لهذه الحالة بأنها ممنوعة شرعًا وأنه يجب الامتناع عن أي شكل من أشكال المشاركة أو دعم مثل هذه المعاملات.
وتظهر فتاوى مشهورة مثل تلك الصادرة من شيخ جامعة الأزهر آنذاك، الشيخ جاد الحق علي جاد الحق، أنها تتوافق تمامًا مع هذا التحليل. إنها تعتبر كافة أنواع الربا المحظورة بموجب القرآن والأحاديث النبوية وكذلك بإجماع أهل العلم الإسلامي. بما فيها الفوائد المالية المنتجة من خلال الودائع في البنوك التجارية والإسلامية وصناديق المدخرات والبريد وشهادات الاستثمار، فهي تمثل بالقوانين نفسها الربا بالسعر الثابت نسبياً أو ربما يطلق عليها بعض الفقهاء اسم "راب الفضل". وعلى الرغم من اختلاف الظروف القانونية الخارجية لهذة الأنواع المختلفة من العقود، إلا أنها جميعها مخالفة للقانون الإسلامي ولذلك فإنه ليس للمسلمين علاقة بها ولا يمكنهم قبولها.
بالإضافة لذلك، فان مجرد انخراط الشخص في أعمال الكتابية المتصلة بهذا القطاع، خاصةThose who wrote down receipts for deposit and withdrawal of customers' money into the main computer system, هم عرضة للعقاب الشرعي لتسببهم بطريقة أو أخرى في نقل او تصديق هذا النوع من الأعمال المحرمة.
وفي النهاية، فإن أفضل طريق للإنسان هو التفكير والتوبة والاستغفار والاستعداد لتحويل حياته نحو طرق أكثر تقويًا وزهدا وعدم الانخراط مرة أخرى في عمليات مشابهة لحماية النفس من الوقوع في الخطايا الكبرى والحفاظ على النعم التي منحها الله للأمة المؤمنة. إن التركيز على البحث عن استراتيجيات واستثمارات جديدة بعيدا عن مجال الربا سيضمن الفرصة لنيل الجزاء والثروات الروحية والدنيوية التي تعد بها سنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم: "من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه."